شددت الخرطوم امس على ان اتفاق الهدنة لا يشمل شرق البلاد لان قواتها تتصدى هناك لاريتريا. وفيما تتهم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" القوات الحكومية بخرق الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ ظهر الخميس، قال "التجمع الرطني الديموقراطي" المعارض ان نحو 300 جندي سوداني سقطوا في المعارك في الشرق. وفي حين تستمر المفاوضات من اجل حل سلمي للازمة السودانية بين وفدي الحكومة و"الحركة الشعبية" في بلدة مشاكوس الكينية، يزور وفد من "تجمع دول الساحل والصحراء" الخرطوم غدا، في اطار مهمته التحقيق من صحة الاتهام السوداني لاريتريا. ذكرت المعارضة السودانية انها قتلت اكثر من 300 جندي حكومي في المعارك الجارية شرق السودان، فيما اعلن "التجمع الوطني الديموقراطي" التزامه الهدنة التي كان يفترض ان يبدأ العمل بها ظهر الخميس، واتخاذه مواقع دفاعية فقط من اجل تهيئة مناخ المفاوضات في مشاكوس بين الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" التي يتزعمها الدكتور جون قرنق. وأكد ل"الحياة" قائد "قوات التحالف السودانية" العميد عبدالعزيز خالد ان "قوات المعارضة كبدت القوات الحكومية في حامية رساي شرق البلاد خسائر كبيرة بلغت اكثر من 300 قتيل، كذلك اكد التزام "التجمع الوطني" للهدنة التي وقعها قرنق مع الخرطوم معتبراً ان الهدنة تساعد في تهيئة مناخ المفاوضات في مشاكوس. لكنه أعرب عن شكوك المعارضة في صدقية النظام في عملية السلام متهماً "عناصر يتزعمها النائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه بالوقوف ضد العملية السلمية. ويدعم هذا التيار قيادات في الجيش قررت التصعيد في الجبهة الشرقية". الى ذلك علمت "الحياة" ان وفد لجنة تقصي الحقائق في اتهامات السودان لاريتريا بالاعتداء على شرق البلاد في المعارك الاخيرة سيغادر أسمرا الى الخرطوم غداً الاحد على ان يعود مرة اخرى الى اريتريا لاكمال تحقيقاته. وكان الوفد زار شرق السودان ودخل مدينة همشكوريب التي سيطرت عليها قوات "التجمع الوطني" اخيراً. وكانت المعارضة اعلنت ان "لجنة التحقيق تأكد لها عدم تورط اسمرا في المواجهات العسكرية في الشرق بعدما عاينت قوات التجمع والاسلحة المستخدمة التي استولت عليها من القوات الحكومية". وفي الخرطوم رويترز، أ ف ب، قال مسؤول كبير في تصريحات نشرت امس ان اتفاق هدنة لا يشمل شرق السودان لان معركة الحكومة هناك انما هي مع اريتريا. ونقلت صحيفة "الحرية" المستقلة عن مستشار الرئيس السوداني للشؤون السياسية قطبي مهدي قوله ان الحكومة حازمة في موقفها في شأن استبعاد الشرق من الهدنة. واضاف "ان معركة الحكومة في الشرق مع النظام الاريتري الا اذا كانت الحركة الشعبية تريد ان تقول انها في تحالف مع النظام الاريتري". ونقلت صحيفة "اخبار اليوم" عن مصدر في الاجهزة الامنية ان الجيش السوداني يقاتل في الشرق القوات الاريترية وليس قوات "الجيش الشعبي". وقال المصدر ان القوات الحكومية تتقدم شرقا "لصد الهجوم الاريتري ومن الواضح ان حركة التمرد الجيش الشعبي لتحرير السودان شاركت مع القوات الاريترية في استفزاز قواتنا".واعتبر المصدر ان "الجيش الشعبي" يريد "اثارة مشكلة بالتذرع بخرق حكومة الخرطوم للهدنة"، واتهمه ب"التمهيد للانسحاب من مفاوضات" السلام.