فتح زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" قائد قوات "التجمع الوطني الديموقراطي" جون قرنق جبهة جديدة شرق السودان، في ظل احتدام المعارك في الجنوب. وشهدت مناطق على الحدود السودانية - الاريترية معارك عنيفة أمس اكدت المعارضة أنها اسفرت عن استيلائها على مدينة وحامية، في حين نفت الخرطوم ذلك. راجع ص 6 وأعلن رئيس "التجمع" محمد عثمان الميرغني في خطوة مفاجئة أن "لا علم له بهذا التحرك"، في إشارة إلى القتال في شرق السودان، وأكد أسفه لتجدد المعارك و"رفضه ما يجري في الشرق في وقت يعمل من أجل تفعيل المسعى الاريتري" للمصالحة. واعلن مكتب "القيادة العسكرية الموحدة" للمعارضة السودانية بزعامة قرنق ان قواته تمكنت صباح أمس من السيطرة على مدينة همشكوريب وحامية شللوب قرب مدينة كسلا. وقال الناطق باسم "الحركة الشعبية" ياسر عرمان ان "قوات التجمع تنتظر خروج المدنيين لمواصلة تقدمها باتجاه كسلا". واعتبر أن هذا الهجوم يأتي رداً على القصف الجوي المتواصل في الجنوب. لكن الناطق باسم الجيش السوداني الفريق محمد بشير سليمان نفى بشدة صحة اعلان الحركة استيلائها على همشكوريب، وقال: "ان قوات حركة التمرد حاولت صباح أمس الهجوم على نقطتي رساي وشللوب لكن الجيش تصدى لها وقتل أعداداً كبيرة منها، ولا يزال يطارد فلولها". وقلل من شأن التهديد باقتحام كسلا وامهال مواطنيها 24 ساعة لاخلائها. وتزامن هذا التطور مع زيارة يقوم بها رئيس فريق الوسطاء في عملية السلام السودانية. وعلمت "الحياة" أن الوسيط الكيني الجنرال لازاراس سيمبويو اقترح استئناف المفاوضات يوم 14 الشهر الجاري. في غضون ذلك، أعرب الميرغني في بيان تلقته "الحياة" في لندن أمس، عن "أسفه لتجدد العمليات في الشرق، وأعلن رفضه ما يجري فيه في وقت يعمل فيه لتفعيل المسعى الاريتري ومشاركة التجمع في مفاوضات السلام، كما يعلن أن لا علم له بهذا التحرك إلا من خلال ما تناقلته وسائل الاعلام". واعتبر أن "ما يحدث في الشرق"، وهو منطقة نفوذه الرئيسية، "امتداد لما جرى في توريت التي استولى عليها قرنق أخيرا من اخفاقات في مفاوضات مشاكوس". ودعا "الاطراف المتحاربة الى وقف الاحتراب فوراً وعدم تبديد الموارد وترويع المواطنين".