أظهر آخر استطلاع لرأي الناخبين في صربيا أمس، ان الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا يتقدم على كل المرشحين المنافسين له في انتخابات رئاسة جمهورية صربيا التي تجرى غداً الأحد. ورأى مراقبون انه إذا جاءت النتيجة النهائية في هذا الاتجاه، فإن دور الفئات الموالية للغرب في السلطة، سينتهي لتعود الأمور الى الاتجاهات القومية الصربية المتوارثة. وجاء في الاستطلاع الذي نشرت وسائل الإعلام الصربية نتائجه وأجراه "معهد العلوم الاجتماعية في بلغراد" المرموق، ان كوشتونيتسا يتقدم بنقطتين على ميروليوب لابوس مرشح فريق "الحركة الديموقراطية الصربية" الذي يتزعمه رئيس الحكومة الصربية زوران جينجيتش. وأشار الاستطلاع الى ان المرشحين الذين جاؤوا في المراتب هم على التوالي: فويسلاف شيشيلي رئيس الحزب الراديكالي - المتشدد، المدعوم من الرئيس اليوغوسلافي السابق سلوبودان ميلوشيفيتش وزوجته ميرا ماركوفيتش وبوريسلاف بيليفيتش الذي تولى رئاسة حزب الوحدة الصربية بعد اغتيال مؤسسه قائد الميليشيات جيليكو راجناتوفيتش - اركان وفيليمير باتاجيفوينوفيتش مرشح فريق من الحزب الاشتراكي الصربي وفوك دراشكوفيتش، رئيس حزب حركة التجديد الصربية الذي يسانده أنصار عودة النظام الملكي، فيما حصل المرشحون الخمسة الآخرون على نسب ضئيلة من الأصوات. وأوضحت نتائج الاستطلاع ان غالبية الصرب لا يزالون ملتزمين نهجاً خاصاً بهم، ذلك ان المرشحين الستة البارزين، باستثناء لابوس الموالي للغرب والذي يدعو الى اصلاحات اقتصادية سريعة بحسب مطالب المؤسسات المالية الدولية، لهم مواقف قومية واضحة معارضة لمحاولات الولاياتالمتحدة الهيمنة على منطقة البلقان. وتوقع محللو الاستطلاع ان اجراء جولة انتخابية ثانية حاسمة يكاد يكون أمراً حتمياً، وان الفائز فيها سيكون كوشتونيتسا، لأن أصوات غالبية المرشحين الخارجين من الانتخابات، ستصب في مصلحته بسبب اتجاهاتها القومية. وكانت حظوظ كوشتونيتسا بالفوز ازدادت بعدما انشقت أحزاب عدة عن فريق جينجيتش وانحازت الى صفه. ووصفت هذه الأحزاب موقفها الجديد بأنه "نتيجة قناعاتها بأفضلية كوشتونيتسا لإجراء تغييرات واسعة في النظام الصربي". ويسود الاعتقاد في بلغراد ان هذا "التمرد" على موقف جينجيتش من أعضاء في حكومته، يعود الى دعمه للمرشح اليهودي لابوس المرفوض من غالبية الصرب، والذي يقتصر تأييده على الأقليات العرقية والفئات الصربية الموالية للضغوط الأميركية.