عززت بلغراد قواتها العسكرية في جنوب صربيا، بعدما حذر مجلس الدفاع الأعلى في يوغوسلافيا الأممالمتحدة من المماطلة في اجلاء المسلحين الألبان من المناطق التي يسيطرون عليها في الأراضي الواقعة شرق اقليم كوسوفو، وعلى صعيد آخر، حصلت أحزاب "الحركة الديموقراطية" مجتمعة على أكثر من ثلثي مقاعد البرلمان الصربي في النتيجة النهائية للانتخابات التي أجريت السبت الماضي. عرض تلفزيون بلغراد امس، صوراً لوحدات جديدة من قوات الجيش اليوغوسلافي والشرطة الصربية تم نشرها في المناطق الغربية من بلديات بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا وفرايني التي تشكل المنطقة الجنوبية من صربيا، حيث يسيطر مسلحون ألبان منذ نحو شهرين على حوالى 200 كيلومتر مربع من الأراضي المحاذية للحدود الشرقية لإقليم كوسوفو. وجاء هذا الإجراء العسكري في أعقاب بيان أصدره مجلس الدفاع اليوغوسلافي الأعلى وهو أعلى هيئة للتخطيط السياسي والعسكري وتضم رئيسي جمهوريتي صربيا والجبل الأسود وكبار القادة العسكريين حذر فيه الأممالمتحدة التي تشرف على الوضعين المدني والعسكري في كوسوفو "من المماطلة في إجلاء المسلحين الألبان من المنطقة العازلة جنوب صربيا". وأشار البيان الى أن القوات المسلحة اليوغوسلافية، ستتخذ الإجراءات اللازمة بصورة منفردة "إذا لم تتصرف الأممالمتحدة بسرعة للقضاء على الإرهابيين الذين لا يزالون يتسللون من كوسوفو الى الأراضي العربية. وطلب مجلس الدفاع اليوغوسلافي إجراء تعديلات في الاتفاق العسكري المبرم مع حلف شمال الأطلسي، خصوصاً في ما يتعلق بالمنطقة المنزوعة السلاح "بعدما وفرت بعض جوانب هذا الاتفاق المجال للمسلحين الألبان للتسلل واحتلال الأراضي وقتل أفراد الشرطة والسكان الصرب فيها". وذكرت معلومات من مصادر المسلحين الألبان نشرت في بريشتينا عاصمة كوسوفو أمس، أنهم "بدأوا بتعزيز وجودهم في المناطق التي يسيطرون عليها، وأقاموا نقاط تفتيش فيها، مبدين استعدادهم لمقاومة أي عدوان صربي". الانتخابات من جهة أخرى، أعلنت اللجنة الانتخابية امس نتائج فرز أصوات المقترعين في الانتخابات البرلمانية الصربية التي أجريت السبت الماضي. وحصلت "الحركة الديموقراطية الصربية" على 176 مقعداً، وتم توزيع 90 منها على الحزبين الرئيسيين فيها: "الديموقراطي الصربي" بزعامة الرئيس اليوغوسلافي فويسلاف كوشتونيتسا و"الديموقراطي" بقيادة قطب الحركة زوران جينجيتش، وذلك بمعدل 45 نائباً لكل منهما، فيما وزعت 86 مقعداً الباقية بين الأحزاب ال16 الأخرى في الحركة، بمعدل ما بين 9 مقاعد ومقعد واحد وذلك بحسب قوة كل حزب. ولا يزال جينجيتش أقوى المرشحين لتشكيل حكومة صربية جديدة، إلا أن ذلك يتطلب موافقة من كوشتونيتسا وترشيحاً من الرئيس الصربي ميلان ميلوتينوفيتش الذي ينتمي الى الحزب الاشتراكي بزعامة الرئيس السابق سلوبودان ميلوشيفيتش وكلاهما لم يعلن موقفه حتى امس. وحلت في المرتبة الثانية لائحة "الحزب الاشتراكي الذي يتزعمه ميلوشيفيتش بحصولها على 38 مقعداً، ثم الحزب الراديكالي برئاسة فويسلاف شيشيلي 22 نائباً وحزب الوحدة الصربية الذي كان أسسه زعيم الميلشيات جيليكو راجناتوفيتش اركان الذي اغتيل قبل عام 14 نائباً. وفي مقدم الأحزاب التي أخفقت في دخول البرلمان لعدم حصولها على نسبة الخمسة في المئة المطلوبة من أصوات المقترعين، حزبا "حركة التجديد الصربية" برئاسة فوك دراشكوفيتش و"حزب اليسار اليوغوسلافي" بزعامة ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوشيفيتش.