بيروت - "الحياة" تفقد، قبل ظهر امس الوفد الفني لوزارة الخارجية الأميركية منطقة نبع الوزاني للاطلاع على الأشغال التي يقوم بها لبنان لجر مياه الشفة الى قرى وبلدات حدودية محررة عطشى. ترأس الوفد الخبير في شؤون المياه جيم فرنكوفيتش وضم مسؤول الوكالة الأميركية للتنمية في الشرق الأوسط رؤوف يوسف والملحقة السياسية في السفارة ليزا جونسون، ورافقه المدير العام لمشروع نهر الليطاني ناصر نصر الله والمدير العام لمجلس الجنوب هاشم حيدر والمدير العام لوزارة الطاقة فادي قمير ومستشار رئيس الحكومة لشؤون الإعمار فادي فواز ومتعهد مشروع جر مياه الوزاني شريف وهبي وعدد من المهندسين والفنيين من مجلس الإنماء والإعمار ومجلس الجنوب. ووصل الوفد بمواكبة امنية مشددة تولتها عناصر من المكافحة في الجيش اللبناني وأجرى كشفاً عند محيط النبع، واستمع الى شرح من المهندسين المشرفين على المشروع عن طبيعة العمل. ودخل الوفد الغرفة المجاورة للنبع وكشف على المضخة الموضوعة داخلها واستمرت معاينته للمكان نحو نصف ساعة، وعاين خزانات المياه التي تستخدم وجال في محيط النبع والتقط صوراً فوتوغرافية، ثم تفقد المجرى عند محلة الطواحين والأطراف الشمالية لمنطقة المتنزهات، ودقق في الصخور وأجرى كشفاً على مضخات عائدة لآل العبدالله واطلع على كمية المياه التي تُضخ وحجم الأنابيب المستخدمة. وعاين المضخات الإسرائيلية المركبة لجر المياه الى قرية الغجر المحتلة، وأصر على تفقد محطة ضخ لبنانية دمرتها الغارات الإسرائيلية عام 1996، كما استطلع الأراضي الزراعية التابعة لوقف الروم الكاثوليك التي استصلحت اخيراً. وتبين ان الوفد يحمل معلومات دقيقة عن الأعمال الجارية والتي نفذت على طول مجرى النهر، ورفض التعليق على مشاهداته، واكتفى احد اعضائه بالقول انه في صدد وضع دراسة مفصلة عن الأعمال اللبنانية. وقال هاشم حيدر: "ان الجولة كانت عادية وأردنا ان نوضح للوفد ان اسرائيل تدعي اننا نقوم بتحويل مجرى النهر وهذا غير صحيح، وأثبتنا هذا الشيء بالعين المجردة ولمسوه ميدانياً، وأوضحنا ايضاً ان كميات المياه التي نستخدمها اقل بكثير مما يحق للبنان به". وأوضح انه لا يعرف ما هي المعلومات التي زودتها اسرائيل للوفد مكتفياً بالقول: "قدمنا معلوماتنا الحقيقية ونحن جاهزون لتقديم اي امر خطياً الى الجانب الأميركي". وأشار المكتب الإعلامي للسفارة الأميركية الى ان خبيراً آخر في مجال المياه في الخارجية سيصل الى لبنان خلال الأسبوع الجاري. واستغربت جهات لبنانية مرافقة للوفد الأميركي موعد زيارة الوفد في هذه الفترة التي تشهد شحاً في مياه الوزاني من كل عام، وتخوفت من ان يرفع الوفد دراسته وتتضمن ارقاماً تنفي حق لبنان في الإفادة من حصته القانونية في مياه النبع. وأجمعت تصريحات المسؤولين اللبنانيين على ضرورة الاحتكام الى الأممالمتحدة للبت في هذا الموضوع، وقال رئيس الجمهورية اميل لحود للوفد الأوروبي المشارك في احتفالات الذكرى العشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا: "ان اسرائيل تروج ان الأعمال التي تنفذ هدفها تحويل مجرى النهر، في حين ان الواقع ان لبنان الذي حرم طوال سنوات الاحتلال الإسرائيلي للجنوب من الإفادة من حصته من نبع الوزاني يعمل الآن على جر نسبة ضئيلة من حصته لري بعض القرى العطشى وهي كمية ضئيلة قياساً لما يحق له استناداً الى الاتفاقات الدولية، في حين ان اسرائيل تستولي على كميات كبيرة تستخدمها لإقامة مشاريع سياحية وبرك للسباحة". وأكد "رغبة لبنان بالتعاون مع الأممالمتحدة لمعالجة هذه المسألة لأن لبنان كان وسيبقى ملتزماً تنفيذ القرارات الدولية في حين ان اسرائيل تضرب عرض الحائط إرادة المجتمع الدولي". ولفت الى ملف مفصل أُعدّ عن مسألة مياه الوزاني. اما رئيس المجلس النيابي نبيه بري فدعا الى "خط ازرق مائي ترسمه الأممالمتحدة بين لبنان وإسرائيل لتعود للبنان كل قطرة مياه هي من حقه"، مشيراً الى ان لبنان "لن يكتفي بالمشروع القائم حالياً لجر المياه فحقنا اكبر بكثير". ورد بري على مواقف اسرائيلية نشرت في صحيفة "يديعوت احرونوت" تطرح مشروع المياه البديلة من الوزاني الى الليطاني "اي ما سلبت لها وما تبقى لها ولنا". ودعت حركة التجدد الديموقراطي "الى عدم التهاون في استكمال مشروع جر مياه نبع الوزاني وإلى تحصين حقوق لبنان المائية". واعتبرت "ان التهديدات الإسرائيلية تؤكد المطامع الإسرائيلية بمياه لبنان وتعيد التذكير هي والخروق المتكررة جواً وبراً بمواصلة اسرائيل نزعتها التوسعية ونهجها العدواني حيال لبنان". وطالبت "بإظهار اكبر قدر من الالتفاف الوطني حول هذا الموضوع وتكثيف الحملة الديبلوماسية الرامية الى شرح موقف لبنان المحق". واعتبر النائب احمد فتفت ان موضوع المياه لبناني وليست اسرائيل من يقرر اي مياه يجب ان يستغل لبنان، في حين دعا تجمع العلماء المسلمين الى الإفادة القصوى من حصة لبنان من النهر، وأعرب رئيس حزب الكتائب كريم بقرادوني عن "قلقه من المخططات الإسرائيلية الساعية للإفادة من التوترات الإقليمية بهدف الاعتداء على لبنان و"حزب الله"، وطالب "بأن يستعيد لبنان حقه كاملاً من مياه نهر الحاصباني ونبع الوزاني".