بيروت، الناصرة - "الحياة" انتقلت قضية جرّ لبنان مياهاً من نهر الوزاني الى عدد من القرى، واعتراض اسرائىل على ذلك، الى الولاياتالمتحدة. فكانت مدار بحث بين وزير الخارجية الاسرائىلي شمعون بيريز ومسؤولين في الادارة الأميركية، منهم مستشارة الرئىس الأميركي للأمن القومي كوندوليزا رايس ومساعد وزير الخارجية ريتشارد ارميتاج، ووجهت اسرائيل الاتهام الى "حزب الله" بأنه وراء المشروع. وقررت واشنطن ارسال خبير غداً الى بيروت للاطلاع على الأعمال الجارية لجر المياه، ذكرت مصادر لبنانية انه فريدريك هوف الخبير في ترسيم الحدود وفي المياه في المنطقة الذي سبق ان استعانت به واشنطن في رسم خطوط حدود 4 حزيران يونيو 1967 في الجولان وبالنسبة الى بحيرة طبريا، وفي رسم الخط الأزرق في لبنان. وترى المصادر ان اسرائيل قد تهدف من وراء تضخيمها قضية المياه، جرّ لبنان الى مفاوضات عليها، لكن الاخير لن يتجاوب، خصوصاً ان الهيئات الدولية تعترف بحقه في ما يقوم به. أكد رئىس الجمهورية اللبنانية اميل لحود ان "قرار لبنان الافادة من مياه نبع الوزاني لري أراضيه وقراه العطشى في الجنوب، نهائي لا رجوع عنه، ولا يمكن ان تحول التهديدات الاسرائيلية دون تطبيق الاتفاقات والمواثيق الدولية التي ترعى حق الدول في استثمار منابع المياه في اراضيها". وأوضح لحود، خلال لقائه وفداً من مجلس الشيوخ الفرنسي برئاسة ادريان غوتيرون ان "لبنان يواصل اتصالاته مع الأممالمتحدة والجهات الفاعلة لشرح موقفه المرتكز الى حقه الشرعي في ري اراضيه العطشى، والضغط على اسرائىل للكف عن محاولاتها افتعال مشكلة جديدة مع لبنان، مشيراً الى قناعة راسخة بأن احتلال اسرائىل للجنوب سنوات وجرها مياه الوزاني واستغلالها لري اراضيها واقامة مشاريع سياحية وبرك مائية فيما قرى الجنوب عطشى، لا يمكن ان يعطيها الحق في الاستمرار في هذا الاعتداء الذي يعتبره لبنان انتهاكاً لسيادته". وشدد على ان "الدولة مصممة على استرجاع حقوقها المغتصبة، وتعمل مع الأممالمتحدة لترجمة القرارات الدولية المتخذة". وأوضح وزير الطاقة والمياه محمد عبدالحميد بيضون ان هدف زيارة الوفد الأميركي الاطلاع عن كثب على الأعمال التي تقوم بها الحكومة اللبنانية لضخ مياه من الوزاني الى بعض القرى، مشيراً الى ان اسرائىل تقوم بحملة دولية كبيرة لتقول ان لبنان يحول مياه الوزاني وتالياً ايجاد ذريعة للقيام بعمل عسكري يؤدي الى تخفيف التوتر داخل اسرائىل. وأشار الى ان الأميركيين يريدون الاطلاع على الواقع كما هو من دون الاستناد الى التقارير الاسرائىلية، مؤكداً انهم سيكتشفون ان ما يحصل مشاريع بسيطة وليس تحويلاً لمياه النهر. وأكد ان "لبنان لا يقوم بتحويل مياه الوزاني وهي تسير في مجراها الطبيعي الى بحيرة طبريا، لكنه لم يستخدم سابقاً هذه المياه لأن اسرائىل كانت تهجّر الأهالي وتمنعهم من ذلك، وبعد عامين من التحرير، بدأ لبنان تنفيذ مشاريع صغيرة لري القرى". وقال "نحن نستخدم سبعة ملايين متر سنوياً بينما تحصل اسرائيل على 153 مليون متر سنوياً، وهذه ليست من حق اسرائيل، اذ للبنان نصف كمية المياه على الأقل، وهي تحاول بالقوة العسكرية ان ترهبنا". وأكد الأمين العام ل"حزب الله" السيد حسن نصرالله ان تماسك المسؤولين في رفض تهديدات اسرائىل وضعهم في موضع القوة". وقال عندما ترسل الينا الولاياتالمتحدة مبعوثين فإنها "تبيعنا جوزاً فارغاً"، فهي تعرف ان أي اعتداء يريد رئيس الحكومة الاسرائىلية آرييل شارون شنه على لبنان سيكون ثمنه غالياً جداً، ولو كان شارون قادراً على فرض ارادته على لبنان لشجعته الادارة الأميركية على ذلك، لكنها تعرف ان أي حرب ستجرها الى كمين استراتيجي". وسأل: "أين الغيارى على سيادة لبنان في قضية الوزاني؟ أم أنهم مشغولون بالتحضير لقانون محاسبة سورية في الكونغرس الأميركي". وكان بيريز قال خلال لقائه ارميتاج ان "اسرائيل تتابع بقلق شديد المحاولات التي يقوم بها لبنان لتحويل مجرى مياه نهر الوزاني". وأضاف "من الممكن ان تكون لهذه القضية أبعاد خطيرة، لكننا معنيون بالحل لا بالتصعيد". وقال ارميتاج ان "اميركا تتفهم قلق اسرائىل وستعالج الموضوع بجدية". وقال مصدر اسرائىلي للاذاعة الاسرائيلية: "ان "حزب الله" وراء خطة تحويل النهر في محاولة لتوتير الحدود الشمالية وسورية تدعمه في محاولته فضلاً عن تعميق علاقاتها مع العراق ومساعيها لتوتير الأجواء الفلسطينية برفضها تفاهمات غزة وأريحا أولاً"، مشدداً على الجهود ديبلوماسية لحل النزاع.