} اضطرت مجموعة "سويس إر" للطيران الى وقف كل رحلاتها أمس الثلثاء بعد يوم من اعلان مصرفين سويسريين انهما سينقذان اسم "سويس ار" العريق من الافلاس بالاضافة الى معظم أعمال المجموعة، لكن من دون تحمل عبء ما يزيد على 17 بليون فرنك سويسري من الديون التي تسببت أصلاً في انهيار احدى أرقى الشركات في عالم الطيران. لندن، زوريخ - "الحياة" - رفضت شركات الوقود في عدد من المطارات الأوروبية تزويد طائرات "سويس إر" أمس رويترز إذا لم تدفع الشركة مقدماً التكاليف المتوجبة عليها، فيما منع عدد من المطارات طائرات الشركة من الاقلاع الى أن تسدد الرسوم المطلوبة منها. وقالت ناطقة باسم "سويس إر" ان هناك "بعض المشاكل" التي تعترض تنفيذ شروط ضخ السيولة التي تم الاتفاق عليها الاثنين مع مصرفي "يو بي اس" و"كريدي سويس" في اطار صفقة انقاذ تبلغ قيمتها 1.4 بليون فرنك سويسري نحو 866 مليون دولار. وكان المصرفان أعلنا أول من أمس انهما انقذا معظم عمليات الطيران ل"سويس إر" وانهما سيدمجانها مع عمليات الناقلة المحلية "كروس إر" بعد تملك حق "سويس إر" في شركة الطيران الصغيرة 70 في المئة. وذكرت الناطقة ان الشركة تجري "محادثات مكثفة مع المصارف لضمان استمرار الرحلات الجوية". وكشفت مصادر في الشركة انه تم تأخير الرحلات في المطارات الأوروبية فيما كان الطيارون ينتظرون تسلم مبالغ نقدية لدفعها ثمناً للوقود أو لتسديد رسوم الاقلاع والهبوط. ولكن الشركة أكدت صباح أمس ان اثنتين من طائراتها على الأقل مُنعتا من مغادرة مطار "هيثرو" في لندن بانتظار تسديد ما يتوجب عليهما من رسوم هبوط. وذكر احد المحللين في "دويتشه بنك" الألماني في زوريخ ان المصرفين اللذين انقذا الشركة كانا وعدا الاثنين بتحويل 250 مليون فرنك. لكن الشركة لم تكن حتى ظهر أمس قد تسلمت المبلغ، الذي لن يكفيها أكثر من شهر في كل الأحوال، على حد قول المحلل. وتراجعت أمس أسعار أسهم المصرفين، حيث خسر "كريدي سويس" نحو 8 في المئة من قيمته، فيما انخفض "يو بي اس" بنسبة 4 في المئة. وأعلنت نقابات عمالية في سويسرا انها تخشى تسريح نحو 10 آلاف عامل في مجموعة "سويسر إر" في أنحاء العالم، منهم 4 آلاف في سويسرا. وتوظف الشركة 72 ألف شخص. وقد انعكست المشاكل التي تعاني منها "سويس إر" على شركات طيران أخرى، حيث أوقفت الشركة في وقت سابق أمس كل رحلاتها الى بروكسيل خوفاً من تحرك عمالي جديد في شركة "سابينا" البلجيكية التابعة لها. ويذكر ان "سابينا" كانت منعت احدى طائرات "سويس إر" مطلع العام الجاري من الاقلاع الى ان تدفع "سويس إر" ما تعهدت به سابقاً في اطار خطة لانقاذ "سابينا". وأبلغت "سويس إر" الحكومة البلجيكية أول من أمس انها لن تضخ سيولة جديدة في "سابينا"، ما ينذر بانهيار الشركة البلجيكية أيضاً. وهددت بروكسيل من جهتها باتخاذ اجراءات قانونية ضد "سويس إر" وربما ضد "يو بي اس" و"كريدي سويس" أيضاً. وهكذا فإن مجموعة "سويس إر" تقوم فعلياً الآن بتصريف الاعمال أ ف ب بانتظار الانتهاء من اجراءات تصفيتها قبل نهاية الشهر الجاري وتسلم شركة "كروس إر" ثلثي أنشطتها الجوية. وقال ناطق آخر باسم "سويس إر" ان "هدفنا هو الابقاء على سير الانشطة لتسهيل العثور على مشترين". ووفقاً للخطة التي اعلنت الاثنين، يتاح ل"سويس إر" نحو 510 ملايين فرنك سويسري 340 مليون يورو لتصريف شؤونها، منها 250 مليون فرنك قروض من المصارف السويسرية والمبلغ المتبقي من بيع حصتها في "كروس إر" والتي كانت تمثل 70 في المئة. وتسعى "سويس إر" الى بيع ست شركات هي "غايت غورميه" لخدمة المطاعم ومتاجر "نويانس" للاسواق الحرة وشركة "اس إر تكنكس" للصيانة و"سويس بورت" لتسجيل الركاب والحقائب على الارض و"اتراكسيس" للمعلوماتية و"كارغو" للشحن. كما وضعت الشركة القابضة "اس إر غروب" التي تشرف على كل الانشطة وشركة "اس ارلاينز" و"فلايتليز" لتأجير الطائرات تحت مذكرة تصالحية مع الدائنين، وهي المرحلة التي تسبق اعلان الافلاس، لكنها تسمح بموجب القانون السويسري بايجاد مشتر. وقال احد اساتذة القانون ردا على اسئلة للتلفزيون السويسري مساء الاثنين ان حاملي اسهم "سويس إر" فقدوا بلا شك كل شيء بعد وقف تداول اسهم "سويس إر" في البورصة امس وعدم السماح بجمعها. وقد انهارت "سويس إر" بسبب ديونها المتراكمة 17 بليون فرنك واعتداءات 11 ايلول سبتمبر التي شكلت "الضربة القاضية" للمجموعة التي كانت اصلا في وضع هش.