لندن - "الحياة" تتوقع "الخطوط الجوية البريطانية" ان ينخفض دخلها العام بنسبة الربع في ظل الحرب الاميركية على العراق ومحاولة اسقاط صدام حسين. وتخطط الشركة الى اجراءات مماثلة لتلك التي اتخذتها بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر عندما اوقفت رحلات 22 طائرة والغت 14 محطة واعلنت تسريح 5400 عامل. وستتأثر بالدرجة الاولى، في ظل الحرب على العراق، الرحلات الى منطقة الخليج ودول الشرق الاوسط والمتوسط وشمال افريقيا. وستعلن الشركة منتصف الاسبوع الجاري نتائج عملياتها للربع الثاني من السنة المالية الذي يُنتظر ان تظهر تحسناً في الاداء مقارنة مع الربع الاول. ويتوقع المحللون الاقتصاديون ان تراوح الارباح في الربع الثاني بين 161 و225 مليون استرليني ارتفاعاً من 72 مليون استرليني في الفترة المقابلة من العام الماضي التي جرت خلالها اعتداءات ايلول. وكانت الشركة خسرت في ايلول الماضي موقعها بين الشركات المئة الاكبر التي يتم تداول اسهمها في بورصة لندن خصوصاً بعدما حذر الرئيس التنفيذي للشركة رود ادينغتون من ان نتائج السنة المالية كلها لن تكون جيدة "لان سوق السفر والرحلات لم تتعاف بعد من آثار الاحداث الاميركية والحرب على الارهاب". ويُتوقع ان تعلن الشركة مع نتائج الربع الثاني انها ستنجو، على رغم اصابتها بخسائر، من ذيول حرب شرق اوسطية. وحسب محللين اقتصاديين في لندن اعدت الشركة سيناريوهات عدة للتعامل مع الموقف الناتج عن الحرب وخسارة ربع الدخل خصوصاً اذا استمرت الحرب فترة طويلة واثرت في الرحلات السياحية الى منطقة الشرق الاوسط والمتوسط. وكانت الشركة تحملت خسارة مليوني استرليني يومياً في اعقاب الهجوم على نيويورك وواشنطن وتراجع الرحلات عبر الاطلسي والى الشرق الاوسط وآسيا. وتخطط الشركة لاكمال برنامج الاستغناء عن 13 الف وظيفة حتى آذار مارس 2004 ما يخفف الاعباء عن موازنتها التي كانت تتحمل 2.3 بليون دولار اجور حوالى 50 الف موظف سنوياً اي نحو ضعفي كلفة العمليات والوقود. تراجع ارباح "بي. اي. اي." من جهة ثانية اعلنت "هيئة المطارات البريطانية" بي. اي. اي.، التي تدير ستة مطارات في لندن ولها حصة في ادارة مطار في سلطنة عُمان وتعتزم شراء حصص في مطارات شرق اوسطية ستُخصص مستقبلاً، ان ارباحها تراجعت في الشهور الستة الاولى من السنة المالية حتى ايلول بنسبة 3.6 في المئة على رغم ارتفاع عدد المسافرين بنسبة 1 في المئة الى 70 مليون مسافر على مدار السنة. واعلنت الشركة ان ارباحها في الفترة المذكورة بلغت 326 مليون استرليني من 338 مليون استرليني في الفترة المقابلة من العام الماضي على رغم نمو مردود العمليات الى 1.02 بليون استرليني. وقال الرئيس التنفيذي للشركة مايك هودكينسون: "ان الارباح انخفضت بسبب ارتفاع قيمة فاتورة الامن والتأمين بعد اعتداءات ايلول الماضي والانفاق المتزايد على الحماية من الارهاب". ولم يتطرق البيان المالي، الذي اذاعته الشركة امس، الى توقعات تأثير الحرب على العراق في مردود الشركة خصوصاً اذا طال امد الحرب فترة طويلة. يُشار الى ان انباء صحافية قدرت ان تضطر وزارة الدفاع البريطانية الى انفاق ما يصل الى 15 بليون استرليني على العمليات الحربية اذا استغرقت الحرب على العراق سنة كاملة وبقيت القوات البريطانية في المنطقة بعد انتهاء الحرب للمساهمة في ترتيب البيت العراقي. كما ذُكر امس ان وزارة الدفاع البريطانية تستعد لاستدعاء 10 الاف شخص من الاحتياط المدني لمساندة الجنود البريطانيين. واعطت تقديرات مستقلة اوردها اقتصاديون في لندن رقماً يراوح بين 50 و75 بليون استرليني يمكن ان يخسرها الاقتصاد البريطاني نتيجة الحرب على العراق في مقابل بين 100 و200 بليون دولار سيتحملها الاقتصاد الاميركي من جانبه. ويعني هذا الانفاق الكبير على العمل العسكري ان مختلف القطاعات الاقتصادية في بريطانيا ستتأثر. وستستفيد القطاعات الاقتصادية المنتجة التي تستفيد من تشغيل "الآلة الحربية" بينما قد تتأثر قطاعات الاقتصاد الاخرى التي تعمل في مجالات السياحة والخدمات. وكانت شركات الطيران الدولية قدرت ان حرب الخليج الثانية حرب تحرير الكويت كلفت الصناعة الجوية وحركة السياحة الدولية ما يصل الى 14 بليون دولار على مدى السنوات بين 1990 و1994. وتعتقد "اياتا"، التي تمثل مصالح الناقلات، ان شركات الطيران الدولية خططت للخروج من اثار اعتداءات ايلول في موعد لا يمكن ان يسبق سنة 2004 وان الشركات الجوية يمكن ان تصل خسائرها الى حدود 12 بليون دولار.