انها مفارقة! في بريطانيا تطرد الدكتورة منى بيكر، الاستاذة في معهد العلوم والتكنولوجيا في جامعة كانشستو، البرفسور جدعون توري والدكتورة ميريام شلسينغر، من الهيئة الناشرة لمجلة "ذا ترانسليتور" و"ترانسليشن ستاديز ابستراكشن"، لأنهما اسرائيليان، وحكومة اسرائيل ترتكب المجازر في حق العرب وخصوصاً الفلسطينيين. وفي لبنان تستقبل احتفالات بيت الدين المغني الشاب خالد، القادم من حفلة مع المغنية الاسرائيلية نوا، في حضور وزير خارجية الكيان الصهيوني شيمون بيريز، ويستقبله بعض الإعلام اللبناني على ارض المطار ليتحدث عن الموسيقى والسلام! في بريطانيا التي تساند قيادتها السياسية الولايات الاميركية، راعية الدولة العبرية، يعلن بعض الجامعيين الأوروبيين، ومنهم البروفسور ستيفن روز، مقاطعتهم الجامعات الاسرائيلية. وفي لبنان الذي تقف قيادته السياسية، متمثلة بالرئىس اميل لحود، مع المقاومة لتحرير الأرض، مع ما يستتبع ذلك من نتائج، ترعى شركة فيليب موريس، إحدى اكبر الشركات الاميركية الداعمة لاسرائيل، مهرجان التبغ في كبرى مدن الجنوب المقاوم. ان ذلك ان دل على شيء فإنما يدل على مدى الاختراق الاسرائيلي في لبنان .... ان لبنان الذي انتصر بمقاومته وحرر أرضه، يتعرض الى خروقات اسرائيلية فاضحة، من دون ان تكون هناك محاولات رسمية جدية لوقف موجة الخروقات هذه، مع العلم ان للعدو الصهيوني مطامع واسعة وخطيرة في لبنان. وهذه الاختراقات تهدد الوضع الأمني، وتؤسس لمشكلات لا يستفيد منها إلا العدو. فهل لحكومة لبنان، ان تفيق من سباتها وتدرك ان وجود الشركات الصهيونية في لبنان تخريب للاقتصاد اللبناني المنهك، وإضعاف لعلاقات لبنان العربية؟ فكيف للسائح العربي ان يعود الى لبنان حين يجد امامه كل هذه الاختراقات الاسرائيلية؟ فهل يجوز لحكومة لبنان ان تستفز مشاعر المواطنين العرب؟ بيروت - عدنان برجي أمين سر الهيئة الوطنية لمقاومة التطبيع