نيويورك - "الحياة" رحب وزير الدولة العُماني للشؤون الخارجية يوسف بن علوي بدعوة الرئيس جورج بوش إلى معالجة الأزمة مع العراق من خلال مجلس الأمن، وطالب ب"انهاء المعاناة الإنسانية" للشعب العراقي. ولفت بن علوي، في كلمته أمام الأممالمتحدة أول من أمس إلى أن "منطقة الشرق الأوسط تعيش مرحلة من القلق والتوتر نتيجة استمرار التراجع الخطير الذي تشهده مسيرة السلام على مساراتها كافة، بخاصة المسار الفلسطيني - الإسرائيلي"، مشيراً إلى أن "هذا التراجع الخطير سببه الرئيسي انحراف الحكومة الإسرائيلية وخروجها عن الأسس والمبادئ العادلة التي قامت عليها عملية السلام منذ انطلاقها في مؤتمر مدريد عام 1991، وسعي الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1996 إلى فرض السلام باستخدام القوة المفرطة ... وممارسة سياسة التسويف والتخويف والالتفاف على المواثيق والاتفاقات الدولية الموقعة بين الأطراف المعنية وخرقها، الأمر الذي أدى إلى اشتعال المقاومة الفلسطينية بمختلف فصائلها وصورها في وجه الاحتلال الإسرائيلي". وعبر عن إدانة بلاده "أي عمل إرهابي مهما كانت دوافعه"، مشيراً إلى أن "استخدام القوة ضد الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يوفر الحل الناجع لوقف العنف وتحقيق الأمن، كما تدعي حكومة إسرائيل، ولا انهاء المقاومة الفلسطينية المشروعة للاحتلال الإسرائيلي. فانتهاء مقاومة الشعب الفلسطيني مرهون بانهاء الاحتلال". وأوضح: "ان كل الدول العربية تؤكد باستمرار أن تحقيق السلام القائم على قواعد القانون الدولي والعدل والانصاف هو خيار استراتيجي"، مشيراً إلى أن "مبادرة السلام العربية لاقت ترحيباً دولياًً واسعاً، باعتبارها جاءت وفقاً لقواعد ومبادئ الشرعية الدولية وملتزمة بقراري مجلس الأمن 242 و338 القاضيين بانسحاب إسرائيل من الأراضي العربية التي احتلتها منذ شهر حزيران يونيو عام 1967، بما فيها القدس الشريف، ومنح اللاجئين الفلسطينيين حق العودة مقابل اعتراف الدول العربية بدولة إسرائيل وتطبيع العلاقات معها". وعبر عن دعم عُمان "المواقف العادلة لسورية ولبنان في استعادة أراضيهما في الجولان ومزارع شبعا المحتلة". ودعا بن علوي مجلس الأمن إلى "إعادة النظر في سياسة العقوبات الدولية" المفروضة على العراق، وناشده "العمل على انهاء المعاناة الإنسانية في العراق"، ودعا إلى "مواصلة الحوار بين العراقوالأممالمتحدة من أجل تنفيذ ما تبقى من التزامات دولية على العراق، مع ضرورة أن تبدأ لجنة انموفيك عملها من النقطة التي توقفت عندها أعمال لجنة أونسكوم". كما جدد دعوته مجلس الأمن "إلى وضع آلية محددة وواضحة، تحدد للعراق ما يحب القيام به لإنهاء معاناته المأسوية والتوصل إلى رفع نهائي للعقوبات الاقتصادية بشكل كامل". وناشد بن علوي "الحكومة العراقية مواصلة الحوار الايجابي والمحادثات الجادة لتنفيذ بقية الالتزامات المترتبة عن قرارات مجلس الأمن، خصوصاً ما يخص الأسرى والمفقودين الكويتيين ورعايا الدول الأخرى". وقال إنه "لا يرى مبرراً لأي عمل عسكري ضد العراق"، ورحب بخطاب الرئيس جورج بوش، خصوصاً "معالجة الأزمة مع العراق من خلال مجلس الأمن".