تناول عدد من رسائل القراء ما كتبت عن معهد الترجمة "ميمري"، واقتراحي انشاء مركز عربي للترجمة، يموّله وزراء الإعلام العرب، أو ثري عربي قادر. القارئ فضل سعد البوعينين بعث الي برسالة بالبريد الإلكتروني يقول فيها ان "معظم الدول العربية لن يدفع قرشاً في سبيل الوصول الى هذه المهمّة القوميّة، وربما فعلت السعودية، ولكن الإسهام لن يكون على المستوى الذي ننشده، فالعقبة التي تواجه العرب هي أنهم لا يستطيعون الوصول الى الرأي العام الأميركي بالطرق المهنية المتقنة، كما ان أكثرهم لا يستطيع التعامل مع الإعلام الأميركي بالقدر المطلوب، لذا فهم في حاجة الى من يقودهم الى تحقيق أهدافهم في ظلمات الإعلام الأميركي...". الأخ فضل يقترح بعد ذلك ان يؤسس الأمير خالد بن سلطان مركز الترجمة هذا، فهو أكفأ من يتولى التنفيذ، ويترحّم على الأمير أحمد بن سلمان، فقد غيّبه الموت وكان قادراً. ثم يقترح ان أدير هذا المركز الذي يريد له أيضاً ان يستفيد من كفاءات الدكتور غازي القصيبي. أشكر القارئ على ثقته، وأقول ان هناك قدرات عربية كبيرة، وكثيرة، وستنجح لو أعطيت نصف فرصة. أما القارئ صلاح الدين القاضي فبعث إليّ برسالتين واحدة بالفاكس، والأخرى بالبريد، من دبي، وهو أيد في إحدى الرسالتين دعوتي الى إنشاء مركز عربي للترجمة، ويتمنّى لو ان عدداً من الشركاء العرب المؤمنين بالدور المهم الذي يلعبه الإعلام تبنوا الفكرة. إلا أنه يضيف ان ثمة اقتراحات كثيرة قدّمت وتخدم الغرض نفسه، أثيرت في مؤتمرات قمة وغيرها، ولكن عندما حانت لحظة التنفيذ الفعلي دخلت في نفق مظلم اسمه البيروقراطية، وهذا ما أشار إليه العالم أحمد زويل في مقاله المنشور في "الحياة" قبل أيام تحت عنوان "النظام العربي سبب التخلف العلمي". القارئ يتناول في بداية رسالته عبارة أوردتها هي "الخسن والخسين بنات معاوية" ويسأل: هل هناك خطأ مطبعي؟، "فالحسن والحسين ابنا الإمام علي رضي الله عنه، ولا أظنّ ان هناك خطأً مطبعياً، وفي الغالب أنك تعني قلب الحقائق وإخراجها عن سياقها، وهذا يلجأ إليه عدد من الصحافيين عملاء أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية...". هذا ما قصدت، وأعتذر ان كان أصل العبارة غير شائع كما تصوّرت، فالقصة قديمة تعود الى استاذ عربي طلب من طالب أعجمي ان يعطيه جملة مفيدة، فقال الطالب الجملة التي اشتهرت بعد ذلك. وسكت الاستاذ، فقال الطالب له: "إذا أخطأت، أرجو إصلاح الخطأ. ورد الاستاذ: ماذا تريدني ان أصلح؟ أولاً هما الحسن والحسين، وثانياً هما ولدان لا بنتان، وثالثاً هما ولدا علي لا معاوية". رسالة القارئ صلاح الدين القاضي مختلفة تماماً، فهي تتحدّث عن فياغرا الأميركية الصنع ومحاولة شركة بريطانية المنافسة بعقار مماثل المفعول اسمه "فيجوركس". وفي حين ان الاسم بالانكليزية مشتق من كلمة بمعنى النشاط، فالقارئ يلاحظ ان الاشتقاق أقرب الى "فجور" بالعربية، ويسألني ان كان الإعلان عنه في "الحياة" أغراني على شرائه. يا أخ صلاح الدين لا تسأل. أما الأخ أبو هاني فهو يعلّق في رسالة بالانكليزية، تلقيتها عبر البريد الإلكتروني، على مقال لي على العراق أشرت فيه الى دعم الولاياتالمتحدة صدام حسين في حربه مع ايران في الثمانينات، وتدخلها لمنع نصر ايراني سنة 1983. ويزيد أبو هاني معلومات من عنده على الموضوع، ثم يلاحظ ان الولاياتالمتحدة التي ساعدت نظام صدام حسين في السابق وحمته تريد إسقاطه الآن. القارئ يرى أنها حرب اسرائىلية بسلاح أميركي ويدعو العرب الى معارضتها، ويقول ان سقوط صدام حسين سيستقبل بترحيب، إلا ان النتائج على المدى القصير لا تكفي للتعويض عن الخسائر على المدى البعيد، لذلك فهو يفضّل تغييراً تدريجياً لا تستفيد منه اسرائيل، ويقول ان صدام حسين لن يبقى الى الأبد. وأشكر القارئ خليل العناني، من مصر، على جهده، فقد بعث إليّ برسالة إلكترونية ضمّنها إحصاءات واسعة عن وضع الاقتصاد الأميركي تضيق عنها هذه الزاوية. وهو يقول في رسالته المرافقة للاحصاءات ان الولاياتالمتحدة بحاجة الى "غلاسنوست" على الطريقة الروسية لعلاج أزمة الثقة التي نتجت من سلسلة الانهيارات المالية في شركات العولمة. والقارئ يقول ان الأوضاع الاقتصادية الأميركية قد تؤدي على المدى الطويل الى تقويض قوة الولاياتالمتحدة، وربما كان جورج بوش في تهديده بحرب على العراق يريد تحويل الأنظار عن الوضع الاقتصادي المتدهور. القارئ حسن قبيسي، في رسالة إلكترونية أخرى، يتحدث عن الكوميدي الأميركي - الفلسطيني راي حنانيا الذي منع من اداء دوره بسبب أصله. وكنت أشرت الى قصة حنانيا قبل أيام غير ان أخانا حسن يزيد ان الكوميدي هذا الذي خدم في فيتنام متزوّج من يهودية اسمها أليسون، وعندما علم جاكي ماسون الذي منعه من الأداء بسبب أصله ان زوجته يهودية قال إنها "يهودية تكره اليهود"، بدل ان يعتذر. واختتم بما بدأت به عن معهد الترجمة "ميمري"، فقد بذل المركز العربي لمراقبة الميديا جهداً طيباً في كشف خلفياته، وعلاقاته الاسرائىلية. والمركز العربي هذا يتألف من عرب وبريطانيين، أكثرهم من الأكاديميين، ويركز في عمله على فضح التحامل على العرب والمسلمين في وسائل الإعلام البريطانية، وكنت قلت ان عندنا قدرات كبيرة وكثيرة تحتاج الى نصف فرصة فقط لتنجح.