بيروت - "الحياة" - دعت الولاياتالمتحدةلبنان وإسرائيل الى التهدئة وضبط النفس، رداً على طلب رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري من واشنطن التدخل بعد التهديدات التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون أول من امس معتبراً أن جر لبنان كمية من مياه نبع الوزاني سيكون سبباً للحرب. وجاءت الدعوة الأميركية الى ضبط النفس هذه خلال لقاء السفير الأميركي في بيروت فنسنت باتل رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي تبلغ منه ان سفير بلاده في اسرائيل سيبلغ هذه الدعوة الى المسؤولين الإسرائيليين ايضاً. راجع ص7 وكان شارون اشار في تهديده الى جر لبنان كميات من مياه نبع الوزاني في وقت ينفذ لبنان مشروعاً لجر المياه من النبع الذي هو رافد للحاصباني. وذكرت مصادر مجلس الجنوب الذي ينفذ المشروع انه يعمل على تمديد انبوب قطره 16 إنشاً بطول 18 كيلومتراً من اجل تأمين المياه الى نحو 60 قرية جنوبية حدودية، وأن كمية المياه التي يخطط لبنان لضخها عبر مضختين الى هذا الأنبوب تتراوح بين 7 و18 ألف متر مكعب، من اصل نحو 700 ألف متر مكعب هي طاقة مياه الوزاني الذي ينبع في لبنان ويعود فيصب في نهر الحاصباني الذي يصب بدوره في بحيرة طبريا في فلسطينالمحتلة. وأبلغ بري السفير الأميركي ان اسرائيل تسيطر على 150 مليون متر مكعب، من سائر الأنهر والينابيع في لبنان، ما عدا ينابيع منطقة مزارع شبعا المحتلة، ولا يحصل لبنان إلا على 7 ملايين اي اقل من واحد على 15 من حقه، من كل هذه الكمية، فيما حصته هي اضعاف ذلك بكثير. وأكد بري لباتل ان "ضبط النفس يجب ان يطلب من شارون المتعطش للدماء وليس من لبنان المتعطش للمياه". وكان تهديد شارون ادى برئيس الجمهورية اميل لحود الى الطلب من وزارة الخارجية اعداد رسائل عاجلة بالتفاصيل المتعلقة بمياه الحاصباني والوزاني تشدد على حق لبنان بالإفادة منها وعلى حفظ هذا الحق، فيما طلب الحريري من الخارجية استدعاء سفراء الدول الكبرى الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي لإبلاغهم احتجاج لبنان على تهديدات شارون ولدحض المزاعم الإسرائيلية. وكانت دوريات اسرائيلية بدأت منذ مدة التجول في الشريط المحاذي لبلدة الوزاني لمراقبة اعمال مشروع جر المياه وقامت امس دوريتان بذلك. يذكر ان مسؤولين في الأممالمتحدة كانوا أبلغوا المسؤولين اللبنانيين منذ العام ألفين، بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب انه في إمكان لبنان ان يستغل كمية المياه التي هي من حقه وأن الجهات الدولية تدرك بالوقائع انه لا يستفيد من حقوقه. وقد نفذ لبنان مشروعاً العام الماضي كان الأول للإفادة من مياه الوزاني، ثم بدأ تنفيذ المشروع الثاني قبل اسابيع.