نفى الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوبلبنان تيمور غوكسيل "أن يكون لبنان حول مياه نهر الوزاني الذي يغذي بحيرة طبرية خلافاً لما تتهمه به إسرائيل". وقال ان عمالاً يقومون بتركيب أنبوب يبلغ قطره 10 سنتيمترات لجر المياه من الوزاني الى قرية الوزاني فقيرة تحتاج الى الماء" وأوضح ان "الأممالمتحدة أبلغت الجيش الإسرائيلي أنها ستتولى تأمين حماية العمال الذين بدأوا العمل في 20 شباط فبراير الماضي وكانوا الإسرائيليون يعرفون تماماً طبيعة هذه الأعمال" وأشار "الى وجود التباس من الجانب الإسرائيلي حول اسم النهر المعني" وقال "لا أعرف تماماً لماذا يتسبب ذلك بمشكلة اليوم؟ أنا مدهوش". وفي وقتٍ استغرب رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري إثارة إسرائيل لهذا الموضوع واعتبره "ضجة مفتعلة"، قال رئيس شركة المياه الإسرائيلية "ميكيروت" الجنرال أوري سافي، ان الأعمال الجارية بالقرب من قرية الغجر التي قال إنها تقع داخل إسرائيل "خرق غير قانوني ويجب التوقف عنه لأن عملية الضخ غير شرعية وإلا فإن إسرائيل تعرف كيف سترد وكيف ستدافع عن مصالحها ونحن قادرون على ذلك". لكنه رفض الإفصاح عما اذا كان يعني بذلك اعتماد خيارات عسكرية لحل هذه المشكلة مكتفياً بالقول: "الماء يعتبر عنصراً استراتيجياً يطال الأمن خصوصاً أن إسرائيل تعاني من شح المياه". وذكّر في تصريح الى الإذاعة الإسرائيلية أن "بعض الموارد المائية كان بين الأسباب التي أدت الى نشوب حرب الأيام الستة" في حزيران يونيو 1967، وأدت الى احتلال إسرائيل الضفة الغربية وهضبة الجولان السورية وصحراء سيناء المصرية. وهو ما اعتبره مراقبون تلويحاً بالحرب. ودعا الى "عدم اتخاذ اجراءات من جانب واحد" في قضية المياه، مضيفاً "ان في الشرق الأوسط يحظر على أي من الأطراف القيام بأعمال أحادية في ما يتعلق بالمياه. الأعمال الهندسية ومد أنبوب المياه من نهر الحاصباني يؤثر في موارد إسرائيل المائية". وزاد ان شركة المياه الاسرائيلية "تزود جنوبلبنان الماء وانها اتفقت على تزويد الأردن خمسين مليون قدم مربع". وقال النائب اليميني المتشدد ميخائيل كلاينر ان خطوة لبنان "تنطوي على خطورة" وأنه "يريد ان يختبر مدى صبر رئيس الحكومة الإسرائيلية آرييل شارون بسبب ماضيه الشخصي في هذا البلد". ورأى ان "على إسرائيل ان ترد بكل ما لديها من قوة". وقالت مصادر إسرائيلية إن مسألة المياه في لبنان والوضع المتفجر في الضفة الغربية وقطاع غزة ستتصدران مناقشات المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية في أول جلسة في عهد الحكومة الائتلافية الجديدة برئاسة شارون. وفي بيروت، استغرب الرئيس بري التهديدات الإسرائيلية، واعتبر انها "ضجة مفتعلة"، خصوصاً انها تأتي في ذكرى الاجتياح الأول للجنوب تحت عنوان "عملية الليطاني". وأوضح للاعلاميين المعتمدين في المجلس النيابي "حقيقة الأمر". وهي "ان مجلس الجنوب، نظراً الى حاجة المنطقة الى الماء، ينفذ مشروعاً لتأمينها الى بلدة الوزاني من نبعها، على بعد 50 متراً من الخط الأزرق داخل الأراضي اللبنانية، وقبالة بلدة الغجر". وأضاف: "إن مضخة إسرائيلية تقوم على النبع نفسه، وبالتالي فإسرائيل هي المعتدية". وتابع ان مشروع مجلس الجنوب هناك يشمل شق طريق بطول 1500 متر للوصول الى النبع وبناء تجهيزات لمحطة الضخ وتمديد قساطل لجر 200 متر مكعب في اليوم الى خزان البلدة، وهو ينفذ بالتنسيق مع قيادة الجيش واشراف قوات الطوارئ". وأوضح رئيس مجلس الجنوب قبلان قبلان ل"الحياة" ان "العمال الذين يضخون الماء للبلدة تعرضوا أكثر من مرة لاطلاق نار من الجيش الإسرائيلي، وان الأهالي استعانوا بالتنسيق مع الجيش بقوات الطوارئ لدخول البلدة المتاخمة للحدود مع إسرائيل "التي تضخ الماء من النبع". وأمس واصل العمال اللبنانيون اعمالهم لجر مياه الشفة الى البلدة وتركيب أعمدة تمهيداً لايصال التيار الكهربائي الى المنطقة لتشغيل المضخة التي شيدت غرفة لها على ضفة النهر.