واشنطن، إسلام آباد، الأممالمتحدة - أ ف ب، رويترز - نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" امس عن مسؤولين اميركيين في اجهزة الاستخبارات ان عناصر من تنظيم "القاعدة" هربوا من باكستان اثر الهجمات التي نفذتها الولاياتالمتحدة ضد نظام "طالبان" في نهاية 2001، يتجمعون ويعودون الى افغانستان. واشارت المصادر الى ان اكبر تجمعات لعناصر التنظيم الذي يرأسه اسامة بن لادن موجودة في افغانستانوباكستان، مؤكدة انهم يعودون في مجموعات صغيرة الى افغانستان. وقال المسؤولون بحسب الصحيفة ان الآلاف من عناصر "القاعدة" لجأوا الى آسيا الجنوبية والشرق الاوسط اثر الهجمات التي شنها التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة على افغانستان. وبحسب اجهزة الاستخبارات، فان عناصر "القاعدة" يقفون على الارجح وراء الهجمات الاخيرة على القوات الاميركية في افغانستان ووراء محاولة اغتيال الرئيس الافغاني حميد كارزاي نهاية الاسبوع الماضي. الا ان عدداً كبيراً من المسؤولين الاميركيين في مجال مكافحة الارهاب يعتبرون انه لن يكون في وسع "القاعدة" بعد اليوم تنفيذ عملية واسعة مشابهة لهجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 في الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك، احتشد آلاف الافغان في قندهار المعقل السابق لحركة "طالبان" ونددوا بنظام "طالبان" وبأسامة بن لادن واتهموهما بتشويه صورة الاسلام. وهتف المشاركون في التجمع الحاشد الذي نظم للتنديد بمحاولة اغتيال كارزاي الخميس الماضي "ليسقط اسامة.. وجواسيس اسامة". وقال من تحدثوا في التجمع ان "طالبان" التي اطاح بها تحالف دولي قادته الولاياتالمتحدة اواخر العام الماضي جعلت من افغانستانتربة خصبة للتشدد الاسلامي وملاذاً للارهابيين. واعتبر احد المتحدثين ان "الملا عمر واسامة وقلب الدين حكمتيار شوهوا صورة الاسلام واساؤوا الى المسلمين". واضاف "جلبوا العار للمسلمين الذين يعيشون في كل انحاء العالم". ودعا المحتشدون قوة المساندة الامنية الدولية في كابول ايساف الى اجراء تحقيق مستقل في الهجوم على كارزاي. واعتبر متحدث اخر ان "طالبان وعدت باعادة السلام الى البلاد لكنها اساءت استخدام اسم الاسلام". وأكد رجال الدين الذين تحدثوا في التجمع ان كارزاي هو الحاكم الشرعي لافغانستان وان من يعارض سلطته خائن. الى ذلك، افادت وكالة الانباء الاسلامية الافغانية التي تتخذ من باكستان مقراً لها ان قوات القائد الافغاني باشا خان زدران اطلقت امس صواريخ وقذائف مدفعية على مدينة خوست شرق البلاد. وقال محمد خان الناطق باسم رئيس بلدية خوست حكيم تانيوال للوكالة "انهم يقصفون المدينة بالصواريخ والمدفعية". ولم يحدد المناطق التي تعرضت للقصف. واضاف "قواتنا شكلت موقعاً دفاعياً على بعد ثمانية كيلومترات خارج المدينة لمنع قوات باشا خان من غزوها". ونقلت الوكالة عن مصادر قولها ان قوات زدران تمركزت في منطقتين على بعد 30 كيلومتراً من المدينة. وأكد مستشار لزدران ان قواته حاصرت قوات تانيوال وان القتال دائر في خوست. واعلنت قوات تانيوال الاحد الماضي انها سيطرت على عدد من المباني الحكومية الرئيسية ومنها مكتب رئيس بلدية خوست الذي احتلته قوات زدران طوال اشهر. واعلن تانيوال اول من امس ان قواته لا تزال تسيطر على المدينة الواقعة على بعد 220 كيلومتراً من العاصمة كابول قرب حدود باكستان بعدما احبطت هجوماً للقوات المنافسة. واعتبر مسؤولون كبار في الأممالمتحدة ان غياب الامن في افغانستان لا يزال مشكلة تهدد عملية السلام كما تهدد الحكومة الافغانية الوليدة. وقال مبعوث الاممالمتحدة في افغانستان الاخضر الابراهيمي امام مؤتمر للمنظمة الدولية عن اعمار البلاد بعد الحرب ان الامن "مطلب ضروري لتنفيذ عملية السلام وسيكون له تأثير بالغ على صدقية السلطة الموقتة". واضاف الابراهيمي الذي يرأس مهمة الاممالمتحدة التي تشرف على اعادة بناء افغانستان "لا يزال الامن غائباً في انحاء كبيرة من البلاد وعدد كبير من الافغان يشعر انه تحت رحمة القادة المحليين والجماعات المسلحة". واعرب عن قلق الاممالمتحدة البالغ على سلامة موظفي الاغاثة الانسانية خصوصاً في شمال افغانستان حيث وقع اكثر من 70 هجوماً.