الناصرة - "الحياة" - أعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون رسمياً تعيين الميجور جنرال في الاحتياط مئير دغان رئيساً لجهاز الاستخبارات الخارجية موساد خلفاً لافرايم هليفي الذي استقال من منصبه ليتسلم رئاسة مجلس الأمن القومي الاسرائيلي. ويعتبر رئيس "موساد" الجديد من أبرز القريبين الى رئيس الحكومة، اذ كان أحد مرؤوسيه في الجيش وقاد كتيبة عسكرية أسند اليها شارون، حين شغل منصب قائد المنطقة الجنوبية مطلع السبعينات، مهمة قمع عمليات المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وشاركه في هدم منازل الفلسطينيين وترحيلهم وتعذيبهم. وتبوأ لاحقاً مناصب عسكرية مختلفة منها قائد منطقة جنوبلبنان وآخرها رئيس طاقم مكافحة الارهاب إبان حكم بنيامين نتانياهو وايهود باراك. ثم اشرف على ادارة الانتخابات لرئاسة الحكومة، وقال في حينها انه قبل المنصب بعدما رأى ان رئيس الحكومة ايهود باراك يقود الدولة العبرية الى وضع يهدد كيانها وانتقده لمعالجته الانتفاضة الفلسطينية داعياً الى التصدي لكبار المسؤولين في السلطة الفلسطينية وضرب حركة "فتح". ولفتت وسائل الاعلام العبرية الى حقيقة ان دغان محسوب على معسكر اليمين وانه كان من أوائل من دعوا الى تبني سياسة اغتيال الناشطين الفلسطينيين والتضييق اقتصادياً على السلطة والى ضرورة اعادة احتلال بلدات فلسطينية "إذ لم نتردد ذات يوم في اجتياز الحدود والنشاط داخل الأردنولبنان ودول اخرى". وكتب الخبير العسكري رون ادليست على موقع الانترنت التابع لصحيفة "ايديعوت احرونوت" ان دغان الذي رأى طيلة حياته ان "الغاية تبرر الوسيلة" سيكون "أداة ناجعة" لرئيس الحكومة "ليس لأنه يتفق معه ايديولوجياً انما لأنه معروف أنه لا يتوقف عند الضوء الاحمر ولا الأسود". وتابع ان العمليات العسكرية التي اشرف عليها قد تكون شلت ارهاب سنوات السبعين، لكنها وضعت الأسس لإرهاب الثمانينات والتسعينات. وقال ان الاعتبارات الاخلاقية أو السياسية لم تكن ذات يوم من ميزاته، واستبعد ان يغير دغان جلده بعد تعيينه. وانتقد زعيم المعارضة البرلمانية يوسي سريد قرار شارون تعيين دغان رئيساً ل"موساد"، وقال ان التعيين جاء لاعتبارات سياسية وليس مهنية كما يقتضي مثل هذا المنصب الحساس.