استقبلت الأوساط الأمنية والاعلامية في اسرائيل بارتياح كبير قرار رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو تعيين تمير باردو (57 عاماً) رئيساً جديداً لجهاز الاستخبارات (موساد) خلفاً لمئير دغان الذي ينهي مهمته الشهر الجاري بعد أكثر من 8 سنوات. ويعتبر المشروع النووي الايراني وتعاظم قوة «المحور الراديكالي» وتسليح «حزب الله» و»حماس» أبرز القضايا التي سينشغل باردو منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه بمواجهتها. ولم يكن الجمهور العريض في إسرائيل يعرف حتى الآن باردو، على رغم «الخبرة الغنية» التي يملكها في العمل الاستخباراتي. علماً بأنه كان تدرج مناصب رفيعة في الجهاز خلال 30 عاماً أبرزها منصب الرجل الثاني فيه لست سنوات. وفي سجل باردو الحافل تنفيذه عشرات العمليات خارج إسرائيل التي تبقى طي الكتمان، وتحديداً «قدراته الاستثنائية» في المجال التكنولوجي – التقني الكبير وترؤسه لبضع سنوات قسم «نفيعوت» في جهاز «موساد» الذي تنسب له مصادر أجنبية المسؤولية عن عمليات تغلغل كثيرة في دول مختلفة من أجل زرع أجهزة تنصت وتصوير. وخلال الحرب الأخيرة على لبنان «تمت إعارته» لهيئة أركان الجيش مستشاراً لشؤون العمليات الخاصة «بهدف تنفيذ عمليات عسكرية خاصة» لم تتم الإشارة إلى طبيعتها. وبعد عام استدعي للعودة إلى «موساد» بعد ان وقعت «أزمة»، بحسب الصحف العبرية. وأغدق المعلقون ومسؤولون أمنيون كبار سابقون المديح لباردو «صاحب التجربة الغنية» و»صاحب البصيرة» و»المهني من الدرجة الأولى» و»الذكي والمتزن واللبق» و»الرجل المناسب في الوقت المناسب». وأشار رونن برغمان في «يديعوت أحرونوت» إلى أن باردو، الملقب داخل «موساد» ب «البلدوزر»، معروف بقدراته الفائقة في «مسائل تقنية معقدة، وهو مجال يعتبر نقطة ضعف لدى رجالات موساد حيال التطور التكنولوجي الهائل في العقود الأخيرة». وأشار إلى أن باردو شارك دغان في وضع ملامح الحرب ضد الإرهاب العالمي. ولفت يوسي ميلمان في «هآرتس» الى ان المطلوب من باردو «منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه» الانشغال بالقضية الأولى على جدول الأعمال الاستخبارات الإسرائيلية عموماً و»موساد» تحديداً وهي «العمليات المطلوبة لعرقلة المشروع النووي الايراني». وسيجد باردو أمامه قيادة سياسية لا تلغي أي سيناريو في كل ما يتعلق بايران. وبالاضافة الى ذلك، مطلوب من باردو أيضاً مواجهة تعاظم قوة «المحور الراديكالي»، وإيجاد الرد المناسب لمسألة تسليح «حزب الله» و»حماس». وأرفقت الصحف الإسرائيلية الصادرة أمس تقاريرها الموسعة عن تعيين الرئيس الحادي عشر لجهاز «موساد» بخبر بارز عن العمليتين التفجيرتين في طهران أول من أمس اللتين استهدفتا عالميْن نوويين بارزين، ينشطان في البرنامج الذري، واتهام ايران لإسرائيل ولرئيس جهاز «موساد» مئير دغان بالوقوف وراءهما، علماً بأن تل أبيب لم تعقب على هذا الاتهام. وفي لقاء قصير مع الصحافيين أمس اكتفى باردو بالقول إنه يعي حجم المسؤولية التي يتحملها والعمل الكثير الذي ينتظره، وطلب باحترام خصوصيته وأفراد أسرته.