لا يمثل اليوم الوطني السعودي ذكرى رمزية فقط لحدث تأريخي غير مسبوق في العصر الحديث، بل الأهم من ذلك أنه يوجد في كل عام ما يستحق الاحتفاء به من الجديد والمثير، من التطوير والتحديث، ليكون في حد ذاته سبباً وجيهاً ومبرراً منطقياً لإعلان الفرح والاعتزاز بوطن استطاع خلال 94 عاماً فقط أن يحقق إنجازات هائلة على كل الأصعدة، رغم التحديات والتقلبات والمفاجآت التي تكتنف العالم. دعونا نبدأ من هذا العام، ونتأمل أخبار الإنجازات التي حققتها المملكة خلال الفترة التي مضت منه، أخبار مهمة تتوالى عن تقدم المملكة في تصنيف عدد كبير من المؤشرات العالمية في مجالات حيوية، تعليم، تقنية، صناعة، اقتصاد، سياحة، حوكمة، شفافية، طاقة، صحة، إسكان، فرص عمل، ترفيه، جودة حياة..... إلخ. مثل هذه الأخبار المبهجة أصبحت هي التي ينتظرها المواطن السعودي كل يوم، ويتوقع الأفضل دائماً، لأنها نتيجة عمل دؤوب وفق رؤية واضحة ومحددة الأهداف، بعضها تحقق في وقت أقصر مما كان مخططاً له. لقد أصبح واقع المملكة يُصنف الى مرحلة ما قبل الرؤية وما بعدها، بل إن تأريخها يُصنف كذلك، لأنها صنعت تأريخاً جديداً، وأصبحت نموذجاً عالمياً لكيفية الإدارة الرشيدة للأوطان، ولأنها مشروع وطني بامتياز اجتمع وأجمع عليه الكل. لقد أصبح لدى المواطن السعودي شغف كبير لخوض التحديات الصعبة، وثقة أكبر في قدرته على تجاوزها لتحقيق طموحاته المشروعة، واستحقاقاته الطبيعية، فقد توفرت له كل المعطيات التي تؤهله لذلك، من علم ووعي واستقرار وأمن وحسن استثمار للموارد والثروات الطبيعية والبشرية، بقيادة دولة وضعت نصب عينيها مصلحة الوطن أولاً وأخيراً. نحن نرى ما يحدث في كثير من بلدان العالم الذي أصبح مكشوفاً الآن، بلدان أشغلت شعوبها بالهامشيات والثانويات على حساب الضروريات والأساسيات، لتكون النتيجة الطبيعية هي الجمود والتوقف عن نقطة محددة من الماضي، بينما الأوطان الحيوية تتسابق باتجاه المستقبل، لأنها تتعامل بواقعية وذكاء مع متطلبات الحياة وفق رؤية واضحة وآليات عمل ديناميكية، ولأنها تعي جيداً أن الوقت لا ينتظر أحداً. إنه يوم مجيد لوطن يستحق أعلى مراتب الحب والوفاء والولاء.