لقي قرار رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو تعيين تمير باردو (57 سنة) رئيساً جديداً لجهاز الاستخبارات الإسرائيلية (موساد)، خلفاً لمئير دغان الذي ينهي مهمته الشهر المقبل بعد أكثر من ثماني سنوات، الترحيب الكبير في الأوساط الأمنية المختلفة ولدى المعلقين في الشؤون الاستراتيجية الذين اعتبروا بادرو "رجل عمليات من الطراز الأول" فضلاً عن خبرته الغنية في "موساد" الممتدة على 30 عاماً وأكثر اشغل خلالها مناصب عدة أرفعها نائب رئيس الجهاز فضلاً عن تنفيذه عشرات العمليات خارج إسرائيل التي تبقى طي الكتمان. وأشار المعلقون إلى أن الرئيس الجديد أشغل في تسعينيات القرن الماضي منصب رئيس قسم "نفيعوت" في جهاز موساد الذي تنسب له مصادر أجنبية المسؤولية عن عمليات تغلغل كثيرة في دول مختلفة من أجل زرع أجهزة تنصت وتصوير. كما اشغل منصب رئيس قسم العمليات لأربع سنوات ويعرف عنه إلمامه الواسع في المجال التكنولوجي. وخلال الحرب الأخيرة على لبنان "أُعير" لهيئة أركان الجيش في مجال "العمليات الخاصة" التي لم تتم الإشارة إلى طبيعتها، وبعد عام استدعي للعودة إلى "موساد" بعد ان وقعت "أزمة"، بحسب الصحف العبرية. وأشار رونن برغمان في "يديعوت أحرونوت" إلى أن بادرو، الملقب داخل "موساد" ب "البلدوزر"، معروف بقدراته الفائقة في "مسائل تقنية معقدة"، وهو مجال يعتبر نقطة ضعف لدى رجالات موساد حيال التطور التكنولوجي الهائل في العقود الأخيرة". وأضاف أن بادرو شارك دغان في وضع ملامح الحرب ضد الإرهاب العالمي كما أثنى المعلقون على "العمليات" التي قام بها دغان خلال ولايته وأشادوا بقدرته على خلق صورة رادعة للجهاز في أنحاء العالم. وقال اللواء المتقاعد يعقوب عميدرور إنه رغم فضيحة ارتكاب "موساد" في اغتيال القيادي في "حماس" محمود المبحوح، التي حالت عملياً دون تمديد ولاية دغان لفترة أخرى، فإن "الشعب في إسرائيل لا يعرف كم هو مَدين لدغان ولموساد على ما قاما به في السنوات الأخيرة". وأضاف يوسي ميلمان في "هآرتس" ان المطلوب من بادرو "منذ اليوم الأول لتسلمه منصبه" هو الانشغال بالقضية الأولى على جدول الأعمال الاستخبارات الإسرائيلية عموماً و"موساد" تحديداً وهي "العمليات المطلوبة لعرقلة المشروع النووي الايراني". وقالت الإذاعة العسكرية إن بادرو سيجد أمامه قيادة سياسية لا تلغي أي سيناريو في كل ما يتعلق بايران. وأضافت أن المطلوب من بادرو أيضاً مواجهة تعاظم قوة "المحور الراديكالي" كما سيطالَب بإيجاد الرد المناسب لمسألة تسليح حزب الله و"حماس". وأرفقت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم تقاريرها حول تعيين الرئيس الحادي عشر لجهاز "موساد" بخبر بارز عن العمليتين التفجيرتين في طهران أمس اللتين استهدفتا عالميْن نوويين بارزين، ينشطان في البرنامج الذري، واتهام ايران لإسرائيل ولرئيس جهاز "موساد" مئير دغان بالوقوف وراءهما، وعدم تعقيب إسرائيل.