الرياض، بيروت - "الحياة" واصل مسؤولو الادارة الامريكية عملهم على طمأنة المسؤولين السعوديين بأن تقرير الهيئة الاستشارية الدفاعية الاميركية مؤسسة راند الذي تضمن رأياً يصف المملكة بأنها "دولة عدوة وتدعم الارهاب"، لا يعبر عن الرأي الرسمي للادارة والحكومة الاميركية. وتلقى الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام اتصالاً هاتفياً امس من وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد الذي أبدى استياءه الشخصي ووزارة الدفاع الاميركية مما ورد في التقرير الاستشاري عن المملكة ووصفها بأنها "عدوة للولايات المتحدة". وقالت وكالة الأنباء السعودية أن رامسفيلد "أكد ان التقرير لا يمثل سوى وجهة نظر شخصية لكاتبه ولا يمثل وزارة الدفاع الاميركية". واضافت الوكالة ان الأمير سلطان والوزير رامسفيلد تبادلا الحديث عن "عمق الصداقة بين الدولتين والشعبين الصديقين" . وقبل ذلك كان وزير الخارجية الاميركي كولن باول أتصل هاتفياً بنظيره السعودي الامير سعود الفيصل ناقلاً اليه التأكيدات نفسها التي أبلغها الوزير رامسفيلد الى الأمير سلطان. وتعتقد اوساط ديبلوماسية أن تسريب التقرير الذي أعدته في 10 تموز يوليو مؤسسة "راند" الاستشارية الدفاعية تم بهدف الضغط على السعودية التي تعارض أي هجوم عسكري على العراق، إلا ان الولاياتالمتحدة لا تزال حريصة على صداقتها مع السعودية ولا تريد فقدها بسبب مشاعر معادية لدى متشددين في الادارة أو عند أنصار إسرائيل في واشنطن. في السياق نفسه استغرب رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بشدة تصريحات رامسفيلد التي أشار فيها الى ان الأراضي الفلسطينية "غير محتلة"، معتبراً ان مثل هذه التصريحات تؤذي الوضع العام الصعب اصلاً في المنطقة لأنها تناقض القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة والشرعية الدولية وآخرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي دعا الى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي. ورأى الحريري "ان تصريحات كهذه تؤثر في صدقية الولاياتالمتحدة الأميركية كراع لعملية السلام في الشرق الأوسط وكوسيط نزيه للتوصل الى سلام دائم وعادل وشامل في المنطقة". وقال: "ان لتصريحات رامسفيلد صدى مقلقاً في العالم العربي لأنها أتت في أعقاب تقرير المجلس الاستشاري لوزارة الدفاع الأميركية الذي وصف المملكة العربية السعودية بأنها عدوّة". مؤكداً "الدور الايجابي والبناء الذي تلعبه المملكة عربياً ودولياً". لافتاً الى "ان توجهات بعض الجهات الأميركية تهدف الى تخريب علاقات الولاياتالمتحدة مع الدول العربية لمصلحة اسرائيل".