بدا الجانب السعودي مرتاحاً الى المحادثات التي اجراها مع وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ليل الاربعاء الخميس وذلك للاسباب الآتية: اولاً ان الوزير لم يثر على الاطلاق خلال المحادثات مسألة الحصول على تسهيلات عسكرية سعودية للقوات الاميركية التي ستشارك في الحرب المرتقبة ضد افغانستان. واكد ذلك الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام في مؤتمره الصحافي بعد محادثاته مع رامسفيلد اذ قال: "لم تقدم الولاياتالمتحدة اي طلب في شأن الحصول على عون عسكري للقوات الاميركية، ولم يبحث في هذا الموضوع على الاطلاق". واضاف: "لم تطلب منا الولاياتالمتحدة على الاطلاق المشاركة في اي عمليات لضرب اي بلد عربي او غيره". وذكر رامسفيلد في تصريحات صحافية عقب محادثاته في الرياض انه ابلغ القادة السعوديين ان الرئيس جورج بوش "مقتنع بضرورة القيام بتحرك طويل الامد لمكافحة الشبكات الارهابية، وننوي التحرك على كل الجبهات عبر اللجوء الى قوة الولاياتالمتحدة بكاملها وموارد حكومتنا وموارد اصدقائنا في العالم". والسبب الثاني لارتياح الجانب السعودي الى المحادثات مع رامسفيلد انه فهم ان الولاياتالمتحدة لا تنوي استهداف دول عربية في حربها على الارهاب لان مثل هذا الاستهداف سيغضب السعودية وسترفضه. وقال الامير سلطان بن عبدالعزيز في هذا الصدد: "لا يوجد تفكير لدى الولاياتالمتحدة لضرب اي دولة عربية او غير عربية". وكانت هناك مخاوف عربية من استغلال الحرب التي تعدّ لها الولاياتالمتحدة، واستهداف دول عربية واتهامها بايواء تنظيمات معادية لاسرائيل، والمقصود بذلك سورية. والسبب الثالث لارتياح الجانب السعودي ما اعلنته واشنطن من انها مهتمة بمعالجة القضية الفلسطينية. ورحب ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الامير عبدالله بن عبدالعزيز في تصريح نقلته وكالة الانباء السعودية عقب اجتماعه مع وزير الدفاع الاميركي بتصريح الرئيس جورج بوش المؤيد لاقامة دولة فلسطينية ووصفه بأنه ايجابي. وقال الامير عبدالله: "هذه الخطوة من الولاياتالمتحدة سيكون لها مدلولها الايجابي على امن منطقة الشرق الاوسط واستقرارها". وكان القادة السعوديون حضوا الولاياتالمتحدة غير مرة عقب هجمات نيويوركوواشنطن على ايجاد حل للقضية الفلسطينية، اذا كانت تريد وضع حد للارهاب. وعلمت "الحياة" ان الامير عبدالله بن عبدالعزيز اثار مع وزير الدفاع الاميركي ضرورة تحرك الولاياتالمتحدة لايجاد حل لقضية الشرق الاوسط معبراً عن تقديره تجاوب الادارة الاميركية مع طلب المملكة السعي الى حل لهذه القضية والذي عبر عنه تصريح بوش المؤيد لاقامة الدولة الفلسطينية. وشرح رامسفيلد للقيادة السعودية ان واشنطن تبذل جهوداً لاقناع الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني بالعمل لتنفيذ بنود تقرير ميتشل اولاً، تمهيداً لاعادة الحياة الى المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية للحل الشامل. اتفاق على زيارة عرفاتلواشنطن وذكرت مصادر ديبلوماسية في الرياض ان اعلان بوش تأييد قيام دولة فلسطينية جاء بالاتفاق مع القادة السعوديين، وان هناك خطوة ثانية متفاهماً عليها، هي دعوة الرئيس ياسر عرفات الى واشنطن وينتظر ان تتم هذه الخطوة عند توافر "الظروف المناسبة". الادلة الاميركية الى ذلك ذكرت مصادر مرافقة للوزير الاميركي خلال زيارته الرياض انه تحدث الى المسؤولين السعوديين عن الاثباتات والادلة التي توافرت لدى سلطات التحقيق الاميركية عن علاقة اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" بالهجمات في واشنطنونيويورك، علماً ان الامير سلطان بن عبدالعزيز في مؤتمره الصحافي وصف اسامة بن لادن بأنه مجرم وارهابي كشف عن نفسه مؤكداً رفض ربط اسمه بالسعودية. حرب غير مباشرة وبدا من اجواء محادثات القادة السعوديين مع رامسفيلد والتي عرض فيها خطط بلاده لمكافحة الارهاب ان الحرب الاميركية ضد افغانستان لن تكون حرباً مباشرة الا اذا استدعت الظروف، وستكون "حرباً طويلة المدى تأخذ اشكالاً متعددة". وكان الامير سلطان بن عبدالعزيز قال: "لا نشعر الآن بأن هناك توجيهاً لأي ضربة من الولاياتالمتحدة لطالبان". واشار وزير الدفاع الاميركي في تصريحات الى الصحافيين المرافقين له، الى انه بحث مع القادة السعوديين في "وسائل معالجة مسألة الارهاب بطريقة تحول دون حصول تأثيرات جانبية". في اشارة الى احتمال زعزعة استقرار المنطقة نتيجة عمل عسكري. وبدا ان الوزير حصل على دعم سعودي للاسلوب الذي ستعالج به الادارة الاميركية موضوع ملاحقة الارهاب، ولا شك في ان السعوديين سيشاركون في هذا المجال عن طريق التعاون الامني وتشديد الرقابة على الاموال لمنع اي محاولة لتهريب اموال لمنظمات مشتبه فيها.