يبدأ وزير الخارجية العراقي ناجي صبري زيارة لموسكو الاثنين لاجراء محادثات وصفها ديبلوماسي روسي بأنها "غاية في الأهمية"، قد تؤدي الى حل الأزمة العراقية ديبلوماسياً. وتوقع الديبلوماسي في لقاء مع "الحياة" ان يحمل صبري معه موافقة بغداد على عودة المفتشين الدوليين، مقابل تعليق العقوبات ورفعها في ما بعد. وكانت موسكو قدمت هذا الاقتراح الى العراق في السابق، خلال زيارة صبري لموسكو في نيسان ابريل الماضي، وتابعته من خلال اتصالات مستمرة مع المسؤولين العراقيين الذين أرسلوا اليها اشارات مشجعة. وقال الديبلوماسي ان موافقة العراق على عودة المفتشين لا يعني ان أميركا ستوقف حملتها لكن ذلك يعني فرصة لروسيا ومعارضي الحملة لطرح القضية على مجلس الأمن و"الغاء الحرب أو اعاقتها". وتتوقع روسيا ان يحمل الوزير العراقي رداً ايجابياً على "السلة" ما يعني الموافقة على عمل المفتشين في مختلف انحاء العراق من دون قيود أو شروط، وفي المقابل تعلق العقوبات، وحالما يفرغون من وضع تقرير يؤكد خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل ترفع العقوبات الاقتصادية بموجب الفقرة 22 من القرار 687. ومعروف ان بغداد كانت رفضت عودة المفتشين ثم اصدرت لاحقاً قائمة ب19 سؤالاً موجهاً الى الأممالمتحدة اشترطت قرناً الاجابة عليها بعودة المفتشين. وأبلغ مصدر روسي مطلع "الحياة" ان بغداد لم تتخل عن الاسئلة لكنها لم تعد تتشبث ب"مبادلتها" بعودة المفتشين. وأضاف ان الرسالة الثانية التي وجهها ناجي صبري لدعوة بليكس الى بغداد أشارت الى هذا التفاعل، إلا أن الأطراف الدولية المعنية لم ترد عليها ايجاباً. وتعتقد موسكو ان موقف بليكس والأمانة العامة للأمم المتحدة يجب أن ينطلق من أهمية "التجاوب" مع الموقف العراقي والتحرك انطلاقاً من أن "انموفيك" "شكلها المجتمع الدولي وليس طرف واحد". وأضاف ديبلوماسي على صلة بالملف العراقي ان موافقة بغداد على "السلة" لن تعني قبولها أميركياً ولكنه أوضح ان توظيف هذه الورقة يمكن أن "يحرك القضية ويسمح لروسيا باطلاق نقاش داخل مجلس الأمن قد لا يسفر عن اتخاذ قرار ضد الحرب لكنه قد يلغيها أو يرجئها أو يعيقها". وتابع ان الموافقة ستسقط أهم حجة لضرب العراق وتكرس موقفاً دولياً، اوروبياً وعربياً، معارضاً للعمل العسكري، ما يضع "الصقور" الاميركيين في "عزلة أو حرج" ويجعل العملية العسكرية شأناً اميركياً ليس له غطاء مالي أو سياسي دولي. وشدد مسؤولون روس على أنهم لا يريدون مخاصمة أو مناكفة الولاياتالمتحدة بل يحاولون "اخراجها من ورطة"، وكما قال احد الديبلوماسيين فإن الرئيس جورج بوش "في حاجة الى سلم كي ينزل من شجرة دفعه المتشددون الى تسلقها من دون أن يشرحوا كيفية الهبوط منها". وعلى صعيد آخر أكد خبير روسي ان الموافقة العراقية على "السلة" قد تقترن بعدد من الشروط ومنها المطالبة بموقف واضح يعارض تغيير النظام في بغداد بالقوة ويدعو الى الغاء مناطق حظر الطيران أو يلمح الى ضرورة تفعيل البند 14 من القرار 687 والذي يقضي باخلاء منطقة الشرق الأوسط بما فيها اسرائيل وليس العراق وحده من أسلحة الدمار الشامل. والأكيد ان موسكو ستكون عاجزة عن تلبية هذه المطالب لكنها قد تقدم وعوداً ب"درسها" مع الأطراف المعنية، إلا أن روسيا من جهة أخرى ستضطر الى ادخال "تعديلات" على اقتراحاتها، خصوصاً تعليق العقوبات، إذ يريد العراقيون ان يبدأ عند وصول المفتشين. كما سيبحث الجانبان "السقف الزمني" لعمل اللجنة والذي تدره خبير كان شارك في عمليات التفتيش ب6 أشهر. وإلى ذلك فإن العراق يريد توضيحات في شأن قواعد تفقد المواقع "الحساسة"، وهو تعبير يشمل القصور الرئاسية. وفي ضوء ذلك يعتقد ديبلوماسيون روس وعرب ان زيارة ناجي صبري قد تكون "صعبة" بالمعنى التفاوضي إلا انها في حال نجاحها قد تجعل من موسكو محطة يقف، أو يتوقف، عندها قطار الحرب.