يزور موسكو الاسبوع المقبل نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز، وافاد مصدر في وزارة الخارجية الروسية ان موسكو ستحاول مجدداً اقناع بغداد بالموافقة على استقبال مفتشين دوليين. في الوقت ذاته اكد العراق استعداده لتسوية مسألة المفقودين الكويتين "بالتعاون مع الكويت" ومن دون "تدخل اطراف خارجية" واوضح السفير العراقي في موسكو الدكتور مزهر الدوري ان طارق عزيز سيصل الى العاصمة الروسية الاربعاء المقبل، وستركز محادثاته على العلاقات الثنائية وتسوية الموضوع العراقي. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مسؤول في وزارة الخارجية لم تشر الى اسمه ان روسيا ستحاول اقناع بغداد بقبول "السلة" وهذا مصطلح يطلقه الديبلوماسيون الروس على اقتراحات اعدتها موسكو، تقضي بموافقة العراق على استقبال مفتشين دوليين في مقابل تعهد بتعليق العقوبات ثم الغائها في حال انجاز مهمات التفتيش والتأكد من خلو العراق من اسلحة الدمار الشامل. ونبّه المسؤول الى ان روسيا لم تغيّر موقفها، وجوهره ان المشكلة العراقية لا يمكن ان تعالج الا بوجود رقابة دائمة على التسلح. وقال ل"الحياة" مصدر قريب الى الوزارة ان موسكو "تعلق آمالاً على موقف عراقي جديد"، ونبّه الى التصريحات التي ادلى بها اخيراً الرئيس صدام حسين ووزير الخارجية ناجي صبري الحديثي ورأى انها "خلفت انطباعاً بظهور لغة جديدة، بالتالي يمكن ان نأمل بفعل جديد". وذكر ان موسكو ستطلع طارق عزيز على نتائج محادثات وفد اميركي زار روسيا اخيراً لمناقشة قائمة "السلع ذات الاستخدام المزدوج التي تريد الولاياتالمتحدة فرض قيود على تصديرها الى العراق. واكد المصدر ان امام بغداد فترة زمنية محدودة، اذ ان "برنامج النفط للغذاء لن تعاد الحياة اليه بعد انتهاء مرحلته الحالية" في ايار مايو. وحض العراقيين على تركيز جهودهم الآن على صوغ شروط "مقبولة" لنشاط المفتشين وتحديد آليات عملهم في بغداد. في بغداد ا ف ب صرح وزير الخارجية ناجي صبري الحديثي بأن العراق مستعد لتسوية مسألة المفقودين الكويتيين مع الكويت مباشرة، باشراف اللجنة الدولية للصليب الاحمر، ومن دون "تدخل اطراف خارجية" في اشارة الى الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا. ونقلت وكالة الانباء العراقية امس عن الوزير قوله في رسالة الى الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان العراق "مستعد للتعاون مع الكويت لاقرار خطوات غير تمييزية باشراف الصليب الاحمر لتسوية مسألة المفقودين بصرف النظر عن جنسياتهم". واشار الى "تجارب يمكن ان يحتذى بها"، موضحاً ان "ما يقوم به العراق وايران في هذا المجال الانساني باشراف الصليب الاحمر مثال عما يمكن التوصل اليه بين الاطراف المعنية".