تعهدت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعدم المشاركة في أي حوار وطني فلسطيني أو في القيادة الوطنية الموحدة التي سيتم تشكيلها في حال نجحت الفصائل والقوى الفلسطينية في التوصل إلى صيغة إجماع للوثيقة التي تمثل برنامجا سياسيا مستقبليا من دون الإفراج عن امينها العام احمد سعدات. وشدد جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية في كلمته التي ألقاها باسم الجبهة في احتفال أحيته في مدينة غزة ليل أول من أمس لمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمين العام السابق أبو علي مصطفى على ان "لا حوار وطنيا شاملا، ولا قيادة وطنية موحدة من دون الإفراج عن الرفيق احمد سعدات". وقال في الاحتفال الذي شارك فيه المئات من عناصر وكوادر الجبهة موجها حديثه إلى القوى الأخرى والسلطة الفلسطينية: "يهمني أن أعلن بوضوح وأمام الجميع ما يعرفه الاخوة والرفاق شركاؤنا في الحوار أن الإفراج عن الرفيق الأمين العام احمد سعدات يشكل بالنسبة إلينا الخطوة الأولى والأساس لأي حوار وطني شامل لتشكيل القيادة الوطنية الموحدة المأمولة" من الأمناء العامين للفصائل والقوى وشخصيات وطنية اعتبارية وبرئاسة الرئيس ياسر عرفات . ووصف مجدلاوي الوثيقة التي تجهد القوى لإنجازها خلال أيام بأنها "إنجاز وطني مهم وبرنامج متماسك"، داعيا "الاخوة والرفاق في الأحزاب والقوى الوطنية والإسلامية إلى الالتفاف حول هذا البرنامج وتوفير مقومات النجاح لتحويله الى برنامج للإجماع الوطني". وفي إشارة إلى "حركة المقاومة الإسلامية" حماس والسلطة الفلسطينية قال انه "ظهرت نزعتان كلتاهما خاطئة وضارة، النزعة الأولى التي تزعم أن الحوار يجري بين وجهتي نظر تريد الاولى منهما كل فلسطين حماس والجهاد ، والثانية تريد بعضها بقية القوى العلمانية والماركسية، وبين من يريد المقاومة ومن لا يريدها، وهذا يحمل الحوار والوثيقة ما ليس فيهما فالجميع يعرف أن الجبهة الشعبية لا يمكن إلا أن تكون مع المقاومة ومع تحرير كل فلسطين". وفي خصوص النزعة الثانية قال أنها "تعاملت مع الرأي الآخر باعتباره نهاية المطاف، وكأنها تسعى إلى تحميل هذا الطرف أو ذاك المسؤولية اكثر من سعيها إلى الوصول إلى وثيقة إجماع". وفي إشارة إلى الشهيد أبو علي مصطفى الذي اغتالته إسرائيل في مكتبه بمدينة رام الله في السابع والعشرين من آب أغسطس العام الماضي، ووصفه بأنه رفيقه وأخوه وصديقه ومعلمه قال مجدلاوي: "في حضرة الموت، لا يسعنا إلا أن ننحني إجلالا وإكبارا لكواكب الشهداء الذين ساروا على دروب الحرية ورووا بدمائهم تراب الوطن"، وقال:"شهداؤنا، أبطالنا، نتذكركم دائما فانتم النفر منا الذي أكد مواقفه بفعله، وأي فعل، فإذا كان للموت مهابته، فان للشهادة طهرها وعلو صعودها". وأضاف: "انها الخيار الواعي الذي يصعد بصاحبه إلى مصاف الصادقين الصديقين الذين ما كانوا في حياتهم عابرين، ولن يكونوا بعد استشهادهم منسيين،ومن هؤلاء أبو علي مصطفى الذي صار منذ عام فارسا للشهداء". من جانبه أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمد النشاشيبي في كلمة اللجنة التمسك بالوحدة الوطنية والعمل على تعزيز الحوار الوطني، داعيا الى الإفراج الفوري عن سعدات ونائبه عبدالرحيم ملوح المعتقل لدى اسرائيل، وعن مروان البرغوثي أيضا. وانتقد صالح زيدان عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في كلمة ألقاها باسم لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والإسلامية تفاهم "غزة -بيت لحم أولا"، واصفا إياه بأنه جاء "ابتزازا إسرائيليا للسلطة الفلسطينية". ودان زيدان التهديدات الاميركية للعراق، داعيا الدول العربية إلى عدم السماح للولايات المتحدة باستخدام اراضيها كنقطة انطلاق لمهاجمة العراق وشن الحرب عليه. بدوره ألف الشاعر الفلسطيني الكبير احمد دحبور قصيدة شعرية كتبها لروح الشهيد أبو علي مصطفى أشار في أبياتها بمناقب الشهيد ومآثره.