لندن، غزة، القدسالمحتلة - "الحياة" -حذرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين "قيادة السلطة الفلسطينية" من الإقدام على محاكمة عضو اللجنة المركزية ل"الجبهة" عاهد أبو غلمة وعضوي "الجبهة" حمدي قرعان وباسل الأسمر الذين اعتقلهم جهاز المخابرات العامة الفلسطيني في الضفة الغربية برئاسة العميد توفيق الطيراوي وتتهمهم اسرائيل باغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وقالت "الجبهة الشعبية" في بيان تلقت "الحياة" نسخة منه انه "في الوقت الذي يمزق فيه الحصار الاسرائيلي الشامل اوصال الوطن ويتعرض فيه الشعب الفلسطيني لعمليات اغتيال وقصف وتجريف وتجويع ممنهجة، وفي الوقت الذي تتصاعد فيه المقاومة كخيار تبناه الشعب وبدأت ثماره تتجلى ببداية العد العكسي لبرنامج رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون العسكري والأمني لقهر الانتفاضة ... تزداد وتيرة انقلاب قيادة السلطة على إرادة شعبنا حدة "بالعودة الى مربع ما قبل الانتفاضة بملاحقة المناضلين واعتقالهم وتقديمهم للمحاكمة بتهمة مقاومة الاحتلال رضوخاً للإملاءات الصهيونية التي لن تنتهي". وبعدما أكدت "الشعبية" ان "حصار الرئيس ياسر عرفات هو جزء من حصار شعبنا وأن كسره لا يكون عبر الاستجابة والرضوخ لاملاءات حكومة شارون واعتقال المناضلين ومحاكمتهم"، قالت: "نحذر قيادة السلطة الفلسطينية من الإقدام على محاكمة الرفيقين حمدي قرعان وباسل الأسمر لأن محاكمتهم هي محاكمة للمقاومة". ودعت "الشعبية" قوى الشعب الفلسطيني الوطنية والاسلامية الى "التراص في مقاومة الاحتلال" وقالت: "نحمل السلطة الوطنية وقيادتها مسؤولية أي أذى يلحق بهؤلاء الرفاق والأبطال وأي من المعتقلين السياسيين في وقت تقصف فيه مقرات السلطة ومؤسساتها على مدار الساعة". كما دعت "الحقوقيين الفلسطينيين والعرب ومنظمات حقوق الانسان ومؤسسات المجتمع المدني الى تحمل مسؤولياتهم في كشف زيف وبطلان الأسس القانونية التي سيتم على أساسها محاكمة الرفيقين والتصدي للدفاع عنهما في حال أقدمت السلطة على محاكمتهما ...". وفي بيان بتاريخ السبت تلقته وكالة "فرانس برس" أمس دعت "كتائب الشهيد ابو علي مصطفى"، الجناح العسكري ل"الجبهة الشعبية" السلطة الفلسطينية الى اطلاق نشطائها الثلاثة المعتقلين "فوراً ليتمكنوا من المساهمة في الدفاع عن ابناء شعبهم جنباً إلى جنب مع بقية المقاومين". وأضاف البيان: "نحذر السلطة الفلسطينية من المساس بهم او التحقيق معهم او محاكمتهم". ودانت الفصائل الفلسطينية في بيان صدر في دمشق وتلقت "الحياة" نسخة منه اعتقال السلطة الفلسطينية كلاً من غلمة وقرعان والأسمر، معلنة رفضها "من حيث المبدأ محاكمة من يقاتل ضد الاحتلال ويدافع عن شعبه وأرضه ووطنه"، وطالبت ب"الافراج الفوري عنهم" واطلاق جميع المعتقلين السياسيين من سجون السلطة الفلسطينية. وفي تصريح خاص ل"الحياة" في غزة دعا جميل مجدلاوي، عضو المكتب السياسي ل"الجبهة الشعبية" الرئيس ياسر عرفات الى "اصلاح الخطأ الكبير الذي ارتكبه والمتمثل في اعتقال الأمين العام للجبهة احمد سعدات وذلك باطلاقه فوراً من سجون السلطة الفلسطينية". وقال مجدلاوي: "لم يبق أمام السلطة أي ذرائع أخرى... ليس أمام أبو عمار سوى الافراج عن سعدات". وكان عرفات ربط في تصريحات صحافية بين اعتقال سعدات والافراج عنه وبين اعتقال من تتهمهم اسرائيل باغتيال الوزير اليميني المتطرف زئيفي. وندد سعدات باعتقال غلمة وقرعان والأسمر محذراً السلطة من "مغبة تسليمهم الى اسرائيل". وتعقيباً على قرار اسرائيل عدم رفع الحصار عن عرفات قال مجدلاوي: "هذا يؤكد بؤس سياسة الاستجابة للاملاءات، وقلنا للرئيس وللجميع ان الاستجابة للاملاءات ستفتح شهية الاسرائيليين للمزيد من الاملاءات". وزاد ان "حصار الرئيس لا ينفصل، ولا يجب أن ينفصل عن حصار الشعب الفلسطيني كله".