غزة - أ ف ب - شدد مسؤولون فلسطينيون امس على ان انسحاب اسرائيل من المناطق التي اعادت احتلالها يجب ان يسبق مطالبة السلطة الفلسطينية بتولي مسؤوليات الامن فيها، محذرين من عواقب وخيمة قد تنجم عن تجميد خطة الانسحاب في اطار تفاهم "غزة-بيت لحم اولا". واكد وزير الحكم المحلي الدكتور صائب عريقات: "لا مسؤوليات تحت الاحتلال والدبابات ومنع التجول، تحمل السلطة مسؤولياتها واستئنافها يكمن في انهاء الاحتلال"، مضيفا ان "اتفاق غزة-بيت لحم لم ينفذ على الارض اصلا، لان استئناف السلطة الفلسطينية مسؤلياتها سواء الامنية او الاقتصادية او المدنية يعتمد الى حد كبير على انسحاب اسرائيل من المناطق التى اعيد احتلالها". واضاف ان "اصرار اسرائيل على ابقاء احتلالها وعدم انسحابها هو في الوقت ذاته اصرار على عدم استئناف السلطة لمسؤوليتها، هذه هي الحقيقة وبالتالي هناك تناقض في اقوال المسؤوليين الاسرائيليين عندما يقولون انهم سيستمرون في الاحتلال وسيطلبون من السلطة تحمل مسؤوليتها". وقال ان "الهدوء التام مطلوب من اسرائيل. عليهم وقف قعقعة الدبابات ووقف طبول الحرب ووقف الاغتيالات والاقتحامات والتجريف كما حدث السبت في غزة"، مؤكدا انه لا يمكن ان يأتي الهدوء الا اذا قررت اسرائيل وقف كل هذه الممارسات وهذه الجرائم. وكان عريقات يعلق على قول وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر امس انه يستبعد انسحاب الجيش قريبا من مدينة الخليل التي اعاد احتلالها بعد ان اعرب كبار ضباط الجيش معارضتهم للانسحاب في ظل حملة يخوضها المستوطنون في المدينة لمنع اي انسحاب. من جهته، اعتبر نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات استبعاد اسرائيل انسحابها من المدن الفلسطينية "خطوة خطيرة تعيد الامور مرة اخرى الى الوضع الذي كانت عليه" قبل اتفاق "غزة-بيت لحم اولا" الذي نص على انسحاب تدريجي من المناطق التي اعيد احتلالها على ان تتولى السلطة الفلسطينية منع تنفيذ هجمات انطلاقا منها. الى ذلك، قال عريقات ان مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد سيصل الى المنطقة بعد غد ليبحث مع مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين بل كسر دائرة العنف وتهدئة الاوضاع بين الطرفين و"اعادة عملية السلام الى مسارها".