نيويورك - رويترز - قال وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بيكر امس ان الثمن السياسي والاقتصادي لاطاحة الرئيس العراقي صدام حسين قد يكون باهظا اذا تحركت الولاياتالمتحدة بمفردها وحض ادارة الرئيس جورج بوش على السعي اولا الى تشكيل ائتلاف دولي واسع. وبيكر الذي نشر آراءه في صفحة للرأي في صحيفة "نيويورك تايمز" هو احدث شخصية من بين سلسلة من الشخصيات العامة والمسؤولين الاميركيين السابقين الذين يعربون عن تحفظات عن قيام الولاياتالمتحدة بعمل عسكري منفرد لاسقاط صدام. وقال بيكر: "اذا كان لنا ان نغير النظام في العراق فعلينا ان نحتل البلد عسكريا. ثمن القيام بذلك سياسيا واقتصاديا وفي ما يتعلق بالجرحى والقتلى قد يكون باهظا، وهذا سيقل اذا شكل الرئيس ائتلافا دوليا وراء هذا الجهد". ولعب بيكر كوزير للخارجية في عهد الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الاب دورا رئيسيا في تكوين ائتلاف ضم نحو 40 دولة ايدت حرب الخليج بقيادة الولاياتالمتحدة في عام 1991 لطرد القوات العراقية من الكويت. وقال بيكر متذكرا ان 500 الف جندي اميركي وجنودا آخرين من الدول المتحالفة حشدوا لحرب الخليج وان تكلفة الحرب بلغت نحو 60 بليون دولار وانه على رغم ذلك فان الولاياتالمتحدة يمكن ان "تنجح بالتأكيد" في اطاحة صدام. ولكنه اضاف على الفور: "علينا ان نبذل اقصى جهدنا الا نذهب وحدنا وعلى الرئيس ان يرفض نصيحة من يشيرون عليه ان يفعل ذلك". وقال بيكر في اشارة الى عمليات التفتيش عن الاسلحة التي امرت بها الاممالمتحدة والتي تهدف الى تجريد العراق من اسلحة الدمار الشامل انه يتعين على الولاياتالمتحدة ان تحض على اصدار مجلس الامن الدولي قرارا "يلزم العراق بالرضوخ لعمليات تفتيش في اي وقت وفي اي مكان من دون استثناءات واجازة كل الوسائل الضرورية لفرض تطبيق ذلك". واضاف انه حتى اذا اخفقت واشنطن في هذه المحاولة فإنها ما زالت حرة "في تقويم التكاليف مقابل مكاسب المضي قدما بمفردها". نائب اميركي يتوقع استسلاماً من جهة اخرى، توقع نائب جمهوري بارز في الكونغرس الاميركي امس ان اعداداً كبيرة من القوات العراقية بما فيها قوات الحرس الجمهوري ستستسلم في مواجهة هجوم اميركي. ومع بلوغ المناقشة العامة في شأن تنفيذ غزو اميركي للعراق ذروة احتدامها قال النائب توم ديلاي وهو جمهوري من ولاية تكساس والثالث في ترتيب رئاسة مجلس النواب، انه واثق من ان الرئيس بوش "يعرف كيف يذهب الى هناك وينال من الرئيس العراقي صدام حسين". وقال ديلاي في برنامج تلفزيوني: "اشعر بارتياح كبير في شأن الذهاب الى العراق لانك اذا نظرت الى حرب الخليج كمثال فان عشرات الآلاف من الجنود العراقيين استسلموا على الفور". واضاف: "انهم الجنود العراقيون لا يريدون التضحية بحياتهم لدعم هذا الرجل الشريرصدام. ولدي حدس قوي بانه سيكون هناك جنود مستسلمون باعداد ضخمة بما في ذلك نخبته الخاصة جدا بمجرد ان نبدأ التحرك". وقال ديلاي ان العملية الاميركية ضد الرئيس العراقي ستكون خطيرة وان "من المحتمل ان نتكبد خسائر في الارواح" وتابع قائلا: "ولكن الشيء المهم انني. أثق في قيادة الرئيس بوش. واعتقد انه يعرف كيف يذهب الى هناك العراق وينال من صدام حسين وأنا اعتزم تأييده في ذلك وسأساعد مجلس النواب على تفهم ذلك". وكان ديلاي انهال بالتأنيب على منتقدي العمل العسكري وقال انهم مغرقون في "التمني وسياسة الاسترضاء"، وان الحرب حتمية وضرورية في آن معاً. وقال ديلاي الذي سيصبح الرجل الثاني في تسلسل قيادة مجلس النواب الاميركي في البرنامج الذي اذاعته محطة "فوكس" انه واثق من ان بوش سيتشاور مع النواب في الكونغرس قبل اتخاذ اي عمل ضد العراق. وأضاف انه وجد ان لزاماً عليه ان يتصدى للشكوك المتزايدة التي تحيط باي هجوم من هذا النوع بما في ذلك تلك التي اثارها عدد من الجمهوريين البارزين في الولاياتالمتحدة وكذلك حلفاء خارجيين.