اعلن الرئيس الاميركي جورج بوش في مؤتمر صحافي عقد في البيت الابيض ان محاكمة صدام حسين ستجرى وفق المعايير القضائية الدولية معتبرا ان اعتقال الرئيس العراقي المخلوع غير المعادلة في العراق وأن العراقيين وليس الولاياتالمتحدة هم الذين يجب ان يقرروا ما اذا كان يمكن ان يواجه عقوبة الاعدام. وقال بوش ان الولاياتالمتحدة ستعمل مع العراقيين لايجاد وسيلة لمحاكمة صدام حسين موضحا ان هذه المحاكمة ستجري في ظل مراقبة دولية مؤكدا ضرورة مشاركة العراقيين فيها. واكد انه لا بد من اجراء محاكمة علنية وانني واثق من ان ذلك سيتم بشكل عادل. لكنه رفض التعليق على احتمال صدور حكم الاعدام في حق صدام حسين، وهو الأمر الذي ترفضه بريطانيا. وبقي بوش مترددا عندما طرح عليه سؤال هل تعتقدون ان حكما بالاعدام ممكن؟، ثم قال بعد لحظات لدي آرائي الشخصية حول الطريقة التي يجب ان يعامل بها لكنني لست مواطنا عراقيا. العراقيون هم الذين سيقررون. وعلى الرغم من الحاح الصحافي اكتفى بوش بالقول آرائي الخاصة ليست مهمة والاهم هو آراء العراقيين، مؤكدا ان صدام سيخضع لمحاكمة عادلة. وبوش الذي كان حاكما لولاية تكساس عرف خلال توليه هذا المنصب بتمسكه بحكم الاعدام. وقال ان الرئيس السابق وحزبه ذهبا بدون رجعة وان اعداء عراق حر فقدوا زعيمهم وفقدوا كل امل في العودة الى السلطة .. كابوس استبداد (حزب) البعث انتهى. واعتبر ان المواطنين العراقيين تخلصوا من مصدر للخوف، مؤكدا ان العراق على طريق الحرية. لكنه اضاف ان الارهابيين في العراق ما زالوا خطرين وما زال عمل التحالف صعبا ويتطلب تضحيات جديدة. من جهة اخرى اكد بوش ان الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا قادرة على العمل سويا وان برزت خلافات بينها حول العراق فقال نريد العمل معهم في سلسلة من المسائل واعترف انه كانت هناك خلافات حول قضية صدام حسين والخطر الذي كان يشكله. واضاف الرئيس الاميركي ان باريس وبرلين لم تكونا موافقتين على وجهة النظر هذه لكن الولاياتالمتحدة تمد اليهما يدها الآن، مشيرا الى المهمة التي سيباشرها في الايام القليلة المقبلة مبعوثه الخاص المكلف بالديون العراقية جيمس بيكر. وسيلتقي بيكر خصوصا الرئيسين الفرنسي جاك شيراك والروسي فلاديمير بوتين والمستشار الالماني غيرهارد شرودر الذين عارضوا شن الحرب على العراق بدون دعم الاممالمتحدة. واوضح ان فكرة انفاق اموال دافعي الضرائب على عقود تمنح لشركات لم تشارك في الانطلاقة الاولى امر لا يمكنني ان اقرره. واكد ان الاميركيين الذين يدفعون الضرائب يتفهمون ذلك. انهم يتفهمون ذلك جيدا. وذلك لا يعني انه ليس هناك طرق اخرى للمشاركة ونحن ننتظر مشاركتهم في العملية بفارغ الصبر. واكد بوش انه تلقى خلال نهاية الاسبوع مكالمة هاتفية من والده جورج بوش الذي هنأه خلالها على القاء القبض على صدام حسين. وقال بوش الاب الذي كان يتولى الرئاسة خلال حرب الخليج الاولى 1991 التي حررت الكويت من الاحتلال العراقي، لابنه مبروك انه يوم عظيم بالنسبة للبلاد فرد عليه الرئيس انه يوم كبير بالنسبة للعراقيين. وقد اجتمع الرئيس الأميركي أمس في البيت الأبيض مع وفد صحي عراقي زائر برئاسة وزير الصحة في الحكومة الانتقالية. وابلغ الرئيس بوش مراسلين بعد الاجتماع انه ناقش مع اعضاء الوفد الاحتياجات الصحية للشعب العراقى ومستقبل نظام الرعاية الصحية في العراق. واضاف ان اطباء عراقيين يعملون مع اطباء امريكيين من اجل ادخال اخر ما وصلت اليه التقنية فى المجال الصحى الى المرافق الصحية العراقية.