أبدت روسيا تأييدها لاستئناف الأممالمتحدة محادثاتها مع العراق لدراسة إمكانية عودة مفتشي الأسلحة التابعين للمنظمة الدولية وكذلك المتطلبات الأخرى لرفع العقوبات المفروضة على بغداد منذ 12 عاما أو تعطيلها.. لكن الولاياتالمتحدة وبريطانيا وبمساندة جزئية من المكسيك والنرويج عارضتا إصدار رد إيجابي من مجلس الأمن أو الأمين العام كوفي أنان على أحدث عرض من العراق لاستئناف المناقشات بشأن عمليات التفتيش على الأسلحة. وقال السفير الروسي سيرجي لافروف للصحفيين بعد إثارة المسألة في مشاورات مجلس الأمن إن (هذه خطوة بناءة والباب يجب ألا يغلق)، وكان يشير بذلك إلى توجيه بغداد الأسبوع الماضي دعوة لإجراء مزيد من المحادثات الفنية قبل السماح بعودة مفتشي الأسلحة الدوليين إلى البلاد في رسالة بعث بها وزير الخارجية العراقي ناجي صبري. وقال دبلوماسيون إن سوريا أعربت أيضا عن الرأي نفسه. وقال صبري في رسالته إن المباحثات يجب أن يكون هدفها (التوصل إلى تسوية شاملة يتم بموجبها الوفاء بكل متطلبات قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بطريقة متزامنة). ويخضع العراق لعقوبات الأممالمتحدة منذ غزوه الكويت عام 1990. وشكك السفير الأميركي جون نيغروبونتي رئيس مجلس الأمن هذا الشهر بمصداقية العراق وجديته في استئناف المفاوضات، واعتبر الدعوة العراقية نوعا من التكتيك (للاستعاضة بالمباحثات عن عمليات حقيقية للتفتيش ونزع السلاح). وأكد نيغروبونتي في تصريح للصحفيين موقف واشنطن الداعي للاستئناف الفوري لعمليات التفتيش (بلا شرط بهدف تجريد العراق من أسلحة للدمار الشامل). وكان المفتشون الدوليون قد غادروا العراق في منتصف ديسمبر 1998 مع بدء الغارات الجوية الأميركية البريطانية على بغداد ولم يسمح لهم بالعودة بعد ذلك التاريخ. وتعارض إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش المباحثات العراقية مع الأممالمتحدة إذ تنحصر اهتماماتها حاليا في الإطاحة بنظام الرئيس صدام حسين. مشاورات وفي واشنطن جدد الرئيس بوش دعوته لتغيير النظام في العراق، لكنه نحى في خطابه الأربعاء التكهنات بشن هجوم عسكري وشيك على بغداد قائلا إنه رجل صبور ووعد باستشارة حلفاء الولاياتالمتحدة والكونغرس قبل الإقدام على أي عمل عسكري.. وقال للصحفيين بعد اجتماعه مع كبار المسؤولين في الأمن القومي (إن موضوع العراق لم يطرح للبحث في هذا الاجتماع) الذي قال إنه ركز على التخطيط العسكري والأمني طويل الأمد في أعقاب هجمات 11 سبتمبر . وعند سؤاله إن كان مستعدا لدخول الحرب ضد الرئيس العراقي صدام حسين دون مشاركة دول أخرى، قال بوش إنه (رجل صبور) وسوف يتشاور أولا مع الكونغرس وحلفاء الولاياتالمتحدة قبل اتخاذ قرار بهذا الشأن. وقال (سننظر في كل البدائل وسنبحث في كل التقنيات المتاحة لنا والدبلوماسية والمخابرات. لكن هناك شيئا واحدا مؤكدا أن هذه الإدارة متفقة على أن صدام حسين خطر وأن تغيير النظام من مصلحة العالم). وقال الرئيس بوش إن جانبا كبيرا من الاجتماع تركز على مناقشة أفضل السبل لإنفاق الأموال من أجل (تحسين حماية أنفسنا وأصدقائنا وحلفائنا من المخاطر الحقيقية للقرن الحادي والعشرين). وفي وقت لاحق زار رامسفيلد قوات الجيش الأميركي في ولاية تكساس، وقال إن بوش يدرس ما إذا كان سيخوض حربا على العراق لكنه لم يتخذ قرارا بهذا الشأن. وردا على أسئلة انتقد الوزير أيضا روسيا لإبرامها صفقات تجارية وسعيها إلى تعزيز روابطها مع العراق وكوريا الشمالية وسوريا ودول أخرى تتهمها واشنطن بدعم الإرهاب. لكنه قال إنه إذا خاضت الولاياتالمتحدة حربا على العراق فإنه لا يعتقد أن ذلك سيضر بالعلاقات بين واشنطن وموسكو. في غضون ذلك قال تشارلز دفلر نائب رئيس لجنة التفتيش الدولية السابقة عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، في رده على ما يمكن أن يقرأه في تصريحات بوش بشأن العراق، إنه أدرك حقيقة أن تغيير الحكم في بغداد مسألة سياسية. وأضاف أن بوش لم يتخل عن خطه المعلن لكنه يريد أن يجعل الجانب السياسي إلى جانب العمل العسكري. هجوم على المعارضين وفي السياق قال عضو جمهوري بارز في الكونغرس الأميركي النائب توم ديلاي إن الحرب مع بغداد حتمية.. وقال في كلمة ألقاها في هيوستون (ليس السؤال هل نذهب إلى الحرب أم لا لأن الحرب فرضت علينا). وانتقد الجمهوريين الذين أعربوا عن معارضتهم للحرب ووصفهم بأنهم (يسترضون عدوا لتجنب شره). ويخشى منتقدو عمل عسكري أميركي ضد العراق ومنهم حلفاء لواشنطن أن يرسي مثل هذا التحرك سابقة خطيرة وهي شن حرب وقائية لتجنب خطر محتمل وأن يقوض الحرب التي تقودها الولاياتالمتحدة على الإرهاب. وأعربوا أيضا عن قلقهم على استقرار العراق بعد الإطاحة المحتملة بصدام. من جانبه قال قائد القيادة المركزية للجيش الأميركي الجنرال تومي فرانكس الذي يتوقع أن يقود أي عملية عسكرية على العراق، إنه يعمل على وضع (خيارات ذات صدقية) لرفعها إلى الرئيس الأميركي. وأضاف فرانكس الذي يقوم بزيارة لكزاخستان أن الولاياتالمتحدة تريد (تغيير النظام) في بغداد وأنه بوصفه قائدا للقوات الأميركية في الخليج سيكون منهمكا في الاستعدادات العسكرية لتدخل عسكري محتمل.