أصدرت محكمة تيرغارتن في برلين أمس مذكرة توقيف في حق مجموعة الخمسة التي احتلت سفارة العراق في العاصمة الألمانية الثلثاء، واحتجزت أربع رهائن بينهم القائم بأعمال السفارة شامل أحمد محمد ونائبه. وقالت الناطقة باسم المكتب الإعلامي للمحكمة ادريانة فاوست إن النيابة العامة ستوجه إلى العراقيين الخمسة الذين قدموا طلبات لجوء سياسي في المانيا، اتهامات بينها "خطف رهائن وممارسة اعتداء جسدي خطر واقتحام مبنى خاص والهجوم على ممثلي دولة أجنبية"، والتهمة الأخطر هي خطف رهائن وعقوبتها الأدنى خمس سنوات سجناً. وكان الخمسة الذين تتراوح أعمارهم بين 32 و43 سنة، اعتقلوا في مبنى السفارة بعدما اقتحمه فوجان من وحدة أمنية خاصة من دون أن يبدي المحتلون أي مقاومة. وصادرت الوحدة منهم مسدساً من عيار 8 ملم ومسدس غاز وجهازاً صاعقاً وبلطة. ووجد القائم بالأعمال مكبل اليدين والرجلين وكذلك نائبه بعد خمس ساعات على احتجازهما، وجرح اثنان من زوار السفارة نقلا لتلقي العلاج قبل تحرير المبنى. وقالت فاوست إن الرجال الخمسة الذين أعلنوا في بيان انهم ينتمون إلى "المعارضة العراقية الديموقراطية في المانيا" والتي تريد اسقاط نظام الرئيس صدام حسين، لم يدلوا حتى الآن بأي افادة، وان المحققين يسعون إلى معرفة أسباب العملية ودوافعها ومن خطط لها. وأكدت الشرطة أن أربعة من المعتقلين قدموا طلبات لجوء في المانيا قبل أشهر، والخامس العام الماضي، وهم يسكنون في مبنى للاجئين في براندنبورغ. إلى ذلك، نقلت صحيفة "وددويتشه تسايتونغ" أمس عن ناطق باسم حركة "المعارضة العراقية الديموقراطية في المانيا" اتصل بها نفيه تهمة التعامل مع الاستخبارات الأميركية أو غيرها. وقال إن العملية "هدفت إلى العمل ضد آلة القتل التابعة لصدام التي ترهب شعباً من 23 مليوناً". واعترف بأن الحركة أرادت باحتلالها السفارة "توجيه انتقاد إلى الحكومة الألمانية التي ترفض الموافقة على هجوم محتمل على العراق". ونفى استخدام أسلحة خلال عملية احتلال السفارة واحتجاز رهائن. أما صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" فأفادت أمس أن ناطقاً باسم الحركة اتصل بها وأبلغها عدم صحة كل الأنباء التي تشير إلى أن الحركة تمثل مجموعة منشقة عن حزب "البعث" العراقي أو أنها من السنّة، أو من الضباط السابقين في الجيش العراقي. وذكر مدير معهد الشرق في هامبورغ، اودو شتاينباخ، أنه يعرف الحركة منذ سنوات في هامبورغ، مشيراً إلى أنها "مجموعة سنية منشقة تقف قريباً جداً من اتباع الحزب الانتقاديين ولها علاقات مع بغداد والأردن والإمارات". وأضاف انها من خلال عملية السفارة "أرادت لفت انتباه العالم إليها وإلى العراق، لكنها أخطأت في تقدير النتائج". وقال الدكتور فولكر بيرتيس، رئيس قسم الشرق الأوسط في معهد العلم والسياسة التابعة للحكومة في برلين، ان اختيار الحركة برلين يعود إلى عدم وجود سفارات عراقية في الدول الأوروبية المهمة مثل المانيا. وقال القائم بالأعمال شامل محمد في حديث إلى "برلينر تسايتونغ" أمس إنه حاول خلال احتجازه مناقشة المجموعة، إلا أن أفرادها رفضوا التحدث إليه قائلين إنهم ينفذون أوامر. وأضاف انهم كانوا يتلقون اتصالات هاتفية عبر الخلوي "ربما من واشنطن أو إسرائيل"، على حد تعبيره. وتابع ان المجموعة "لم تكن مجرد أفراد عاديين، بل هذه عملية إرهابية خطط لها في صورة جيدة وجرت بطريقة فيها احتراف، إذ كسر الخمسة جرس الباب وجهاز التبريد والكاميرا، واعتقد أن أحد أجهزة الاستخبارات يقف خلف الأمر". وشدد على أن العملية لم تكن موجهة ضد العراق فقط، بل ضد المانيا أيضاً بسبب رفضها الحرب عليه.