براغ - أ ف ب، رويترز - كشف ناطق باسم الاستخبارات التشيكية ان الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أمر عملاء سريين بشن هجوم على مقر إذاعة أوروبا الحرة في براغ، التي تديرها الولاياتالمتحدة، لوقف بث برامجها. وقال جان سوبيرت باسم القناة التلفزيونية التشيكية «تي في نوفا» أول من أمس ان الهجوم كان بأمر الزعيم العراقي آنذاك عام 2000، وخطط عملاؤه لاستخدام أسلحة بينها قذائف صاروخية وبنادق كلاشنيكوف آلية. وأضاف ان «صدام حسين أصدر الأمر لاستخباراته للجوء الى العنف لوقف البرامج التي تبث باتجاه العراق، وخصص مبالغ كبيرة لهذه العملية». موضحاً انه «تم تخزين الأسلحة لشن الهجوم بعدما أدخلت الى البلاد بسيارة ديبلوماسية عراقية». ولم يكن موعد الهجوم معلوماً، ولكن سوبيرت قال ان الاستخبارات التشيكية اكتشفت الخطة وسلم العراقيون الأسلحة الى السلطات التشيكية عام 2003. وزاد ان «الخطة كانت ترمي الى تنفيذ الهجوم من نافذة شقة مجاورة خطط العراقيون لاستئجارها كمكتب لشركة وهمية». وأثارت المحطة، التي تبث الى دول لا تحترم فيها حرية الصحافة، غضب صدام بإطلاقها برامج في 1998 موجهة الى العراق. وبدأت الاستخبارات العراقية مراقبة مكاتب الإذاعة في وسط براغ في آذار (مارس) 1999 بحسب المصدر نفسه. وبعد عام واحد، قال مخبر في الاستخبارات التشيكية داخل السفارة العراقية في براغ ان صدام حسين امر بهذا الهجوم. واحتجت السلطات التشيكية رسمياً في نهاية 2000، لكن الجواسيس العراقيين واصلوا مراقبة مقر الإذاعة. وقالت الاستخبارات التشيكية ان براغ طردت عندئذ القنصل العراقي الذي كان عميلاً للاستخبارات العراقية. وعلمت أجهزة الاستخبارات التشيكية ان الهجوم كان سيستهدف مبنى في الجانب الآخر من الشارع. وفي آذار 2003، بعد الغزو الاميركي للعراق، طردت براغ اربعة من موظفي الاستخبارات العراقية إضافة الى ديبلوماسي، واعتبرت ان القضية أقفلت. وبعد سقوط نظام صدام حسين عثرت الاستخبارات التشيكية في مقر السفارة العراقية في براغ على مسدس و6 رشاشات وقاذفة صواريخ مضادة للدروع (آر بي جي - 7). وقبل أشهر، انتقلت إذاعة أوروبا الحرة التي تستخدم ألف صحافي وتبث في 28 لغة وتدير عدداً من مواقع الانترنت، الى مقرات جديدة في براغ ايضاً تحظى بإجراءات أمنية خاصة.