هبطت أسعار النفط أمس بعد أن أظهر أحدث تقرير عن المخزونات الاميركية ارتفاعاً مفاجئاً، اثار الشكوك في مدى متانة انتعاش الاقتصاد الاميركي. وتراقب اسواق النفط التطورات في شأن ضرب للعراق للاطاحة بالرئيس صدام حسين، بينما تنتظر اجتماع منظمة الدول المصدر للنفط أوبك الذي سيعقد في مدينة اوساكا اليابانية في 19 أيلول سبتمبر المقبل لمعرفة ما إذا كانت المنظمة سترفع الانتاج ام ستقرر تمديد العمل بتخفيضات الانتاج الحالية لمدة ستة أشهر اضافية. لندن - "الحياة"، رويترز - هبط سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم تشرين الاول أكتوبر في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس الى 26.87 دولار للبرميل بعد ظهر أمس، بخسارة مقدارها 25 سنتاً على سعر الاقفال السابق، علما انه عاد وارتفع في الساعات التالية من التعامل. وفي المعاملات الالكترونية لبورصة "نايمكس" الاميركية هبط سعر الخام الاميركي الخفيف لعقود تشرين الاول 30 سنتاً الى 28.47 دولار للبرميل. وكان الخام الاميركي لعقود أيلول سجل 30.32 دولار للبرميل أول من أمس، اليوم الاخير للتعامل بعقود أيلول، وهو أعلى مستوى لاول شهور العقود الآجلة منذ شباط فبراير عام 2001. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن أمانة المنظمة ان سعر سلة خامات "أوبك" السبع هبط أول من أمس الى 26.77 دولار للبرميل من 26.82 دولار للبرميل. وتستهدف "أوبك" سعرا يراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل من سلة خاماتها النفطية الذي يقل في العادة نحو دولار عن سعر خام "برنت" ونحو دولارين عن سعر الخام الاميركي الخفيف. وهبطت أسعار الخام أمس بعد ان نشر معهد البترول الاميركي تقريراً عقب اغلاق الاسواق أول من أمس أظهر ان مخزون النفط الخام زاد بمقدار 6.64 مليون برميل الى 302.2 مليون في الاسبوع الذي انتهى في 16 آب أغسطس الجاري. وكان المعهد قال في الاسبوع الماضي ان المخزون انخفض 9.5 مليون برميل في الاسبوع الذي سبقه. وقال المعهد أمس ايضاً ان مخزون البنزين ارتفع بمقدار 935 الف برميل الاسبوع الماضي على رغم ان المحللين كانوا يتوقعون انخفاض المخزون بمقدار مليوني برميل. وقال محللون ان اسواق النفط ستراقب عن كثب ارقام الانتاج خلال الاسابيع الاربعة المقبلة وحتى اجتماع وزراء "أوبك" في اوساكا. ويبلغ سقف الانتاج الرسمي للدول الاعضاء في "أوبك"، باستثناء العراق الذي يبيع نفطه بموجب اتفاق خاص مع الاممالمتحدة، نحو 21.7 مليون برميل يومياً، علما ان الدول العشر في المنظمة تجاوزت سقف الانتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً في تموز يوليو الماضي. وأشار المحللون الى ان متانة انتعاش الاقتصاد الاميركي والعالمي لا تبرر ارتفاع اسعار النفط خلال السنة الجارية، اذ تزيد الاسعار الحالية بنحو 50 في المئة عما كانت عليه مطلع السنة الجارية. واعرب المحللون عن استغرابهم من ارتفاع النفط نظراً الى ان المخزونات العالمية ليست منخفضة جداً، في الوقت الذي لا يبدو ان هناك زيادة في الطلب ومعظم الدول المنتجة من خارج "أوبك" تزيد انتاجها. وقال بول آشبي المحلل من مصرف "أي بي إن امرو" في سيدنياستراليا انه ليس هناك ما يمنع ان تكون اسعار النفط، عند النظر الى معطيات العرض والطلب، اقل بما بين ثلاثة وخمسة دولارات للبرميل من مستواها الحالي، مشيراً الى ان السبب هو العراق. وقال محللون في الفترة الاخيرة ان "عامل العراق"، أي احتمال ضرب العراق لتغيير الحكم، قد أضاف نحو خمسة دولارات "علاوة حرب" على اسعار النفط في الوقت الحاضر. ويضاف الى ذلك لجوء عدد كبير من الدول المستهلكة الى زيادة مخزونها النفط تحسباً لضرب العراق. ولا تخشى اسواق النفط فقدان النفط العراقي، نظراً الى ان مستوى الانتاج العراقي الفعلي قد تناقص في الفترة الاخيرة الى نحو 1.2 مليون برميل يومياً من نحو 2.2 مليون برميل. وعلى رغم ان كبار المسؤولين النفطيين من عدد من الدول الاعضاء في "أوبك" أكد مراراً ان دول المنظمة قادرة على تعويض أي نقص في صادرات النفط العراقي، الا ان الاسواق تخشى ان يؤدي ضرب العراق الى عرقلة صادرات النفط من منطقة الخليج.