حرص مساعد الرئيس السوداني المعين حديثاً مبارك الفاضل المهدي على تأكيد ان تحالفه مع الرئيس عمر البشير بصفة كونه قائداً للجيش رئيساً للحزب الحاكم، مشيراً الى ان زعيم "الحركة الشعبية لتحرير السودان" جون قرنق سينضم الى هذا التحالف بعد اقرار اتفاق سلام. لكن رئيس حزب الامة الصادق المهدي اعتبر خطوة ابن عمه المنشق عن حزبه "انتحار سياسي". وقال مبارك المهدي في مؤتمر صحافي عقد في مقر الرئاسة امس في اول تصريح له بعدما اقسم اليمين الدستورية مع وزرائه، ان تحالفه مع البشير "تحول مهم في مسيرة السياسة السودانية وارساء لنظام سياسي جديد يتجاوز مرحلة الصراع على السلطة وكسر الحلقة الشريرة في البلاد بين حكم عسكري وفترة انتقالية واخرى ديموقراطية". واعترف بأن التحول الديموقراطي يحتاج الى فترة تمتد الى عشرة اعوام، مشيراً الى ان الاحزاب غير مستعدة لاجراء انتخابات خلال فترة وجيزة بسبب الاوضاع التي تعيشها، كما ان الانتخابات لن تغير من الواقع في البلاد اذا لم تتوقف الحرب الاهلية، وان القوات المسلحة لن تنصاع الى ادارة مدنية في ظل استمرار الحرب. ووصف تحالفه مع البشير بانه "خطوة جريئة وشجاعة" جاءت بعد مخاض حوار امتد عامين تخللته عقبات عدة، موضحاً ان الاتفاق يدعو الى اصلاحات دستورية وقانونية، ورأى "ان هذه فترة انتقالية اولى تسبق الفترة الانتقالية التي نص عليها بروتوكول مشاكوس بين الحكومة والحركة الشعبية". واستبعد اندماج مجموعته من الحزب الحاكم، لكنه قال ان التحالف بينهما قد يتوسع لتشكيل "جبهة قوى حديثة" لقيادة البلاد نحو مرحلة سياسية جديدة تحقق المصالحة والسلام والتحول الديموقراطي لافتاً الى ان الحزب الحاكم تطور من الدعوة الى الاممية نحو العمل للحفاظ على مصلحة السودان القومية. وعن استخدام السلطة حال الطوارئ لتمديد اعتقال حليفه السابق الدكتور حسن الترابي عاماً على رغم ان اتفاقه مع الحكومة ينص على الغاء حال الطوارئ، قال مبارك المهدي ان "حال الطوارئ مرتبطة بالحرب ولم تستخدم ضد الحريات وينبغي قراءة تجديد حبس الترابي في اطار الظروف العالمية بعد احداث 11 ايلول سبتمبر وتداعياته على الموقف". وعن اتصالاته ب"الحركة الشعبية" قال انه التقى زعيم الحركة جون قرنق في لندن في آذار مارس الماضي ووضع امامه تحليلاً عن الاوضاع السياسية في البلاد مفاده ان البشير مؤهل لقيادة نقلة جديدة في السوادن وانه مستعد لذلك، كما انه يقود الجيش والحزب الحاكم. واوضح ان قرنق بعث اليه برسالة عقب لقائه البشير في كمبالا اخيراً اكد فيها ان تحليله قد تأكد وتوصل الى اقتناع في هذا الشأن. لكن زعيم حزب الامة الصادق المهدي وصف تحالف ابن عمه مبارك المهدي مع الحكومة بانه "انتحار سياسي" وقال ان الحكومة لن تستفيد من المجموعة التي انشقت عن حزبه لانه ليس لها ثقل سياسي او قبول. واشار الى ان الحزب الحاكم كان يبحث عن حلفاء لتقوية موقفه بعد انشقاقه. واضاف ان حزبه بات اكثر قوة وتماسكاً بعد انشقاق مبارك ومجموعته، ويعدّ لعقد مؤتمره العام في 26 كانون الثاني يناير المقبل لانتخاب قيادته.