علمت (اليوم) ان ترتيبات تجري هذه الايام بغية عقد لقاء قمة بين الرئيسين السوداني عمر البشير والمصري حسني مبارك خلال الايام القليلة المقبلة بالقاهرة، للتشاور حول مسار اتفاق السلام الذي وقع مؤخرا بين الحكومة وحركة التمرد، الى جانب حصيلة اجتماع البشير بالعقيد جون قرنق بكمبالا. تفاؤل من جهته اكد النائب الثاني للرئيس السوداني موسيس مشار في اتصال هاتفي ل (اليوم) ان ما تم في شأن تحقيق السلام بربوع السودان يبعث على التفاؤل ويبشر بوضع حد نهائي للحرب التي قضت على زهاء مليوني نسمة وادت لتشريد نحو ال 4 ملايين نسمة. وابدى ارتياحه لاتفاقية مشاكوس الاخيرة بين طرفي النزاع اضافة الى لقاء كمبالا الذي جمع البشير وقرنق مشيرا الى ان ذلك سيسهم بفاعلية في تقريب وجهات النظر، وخلق قدر وافر من الثقة مما يدفع سير المفاوضات الى النجاح. والمح الى ان المفاوضين سيذهبون الى نيروبي في 12 اغسطس المقبل مصطحبين معهم ايجابيات لقاء كمبالا. وقال نائب الرئيس "وهو جنوبي مسيحي" ان القيادات الجنوبية والشمالية ستعمل جاهدة خلال الفترة المقبلة لنشر ثقافة السلام والوحدة بين الشمال والجنوب باعتبار ان الوحدة خيار استراتيجي لابناء الوطن. مبعوثون الى ذلك اوفدت الحكومة السودانية العديد من قياداتها الى العديد من الدول الشقيقة والصديقة لشرح مضامين وابعاد اتفاق السلام، حيث قام الامين العام لحزب المؤتمر الوطني الحاكم ابراهيم احمد عمر بزيارة ناجحة لسوريا والتقى بالرئيس السوري بشار الاسد، في حين زار وزير الاعلام مهدي ابراهيم الجماهيرية العربية الليبية حاملا رسالة للعقيد معمر القذافي ومن ثم زار القاهرة التي وصلها امس نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه بعد جولة شملت كلا من بريطانيا، اندونيسيا، ماليزيا، وكانت جولة طه قد بدأت قبيل توقيع اتفاق مشاكوس. كما زار وزير العلاقات بالمجلس الوطني عبدالباسط سيدرات دولة الامارات العربية المتحدة. وقد اجرى الرئيس السوداني البشير العديد من الاتصالات الهاتفية مع قيادات الدول العربية والاسلامية شارحا تطورات السلام ببلاده. اطلاق الترابي ومن جهة اخرى طالب الناطق باسم حزب المؤتمر الشعبي محمد الامين خليفة باطلاق رئيس الحزب الزعيم الاسلامي حسن الترابي الذي يخضع لاقامة جبرية منذ توقيع حزبه لمذكرة تفاهم مع حركة جون قرنق.. وقال خليفة في اتصال هاتفي ل (اليوم) ان مسبببات احتجاز الشيخ الترابي قد انتفت تماما بتوقيع الحكومة اتفاق مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، ومن ثم لقاء البشير مع قرنق بكمبالا. واضاف نحن لانعارض الاتفاق من حيث المبدأ ولكن أي اتفاق لا تلتف حوله كل القوى السياسية السودانية لن يكتب له النجاح. يذكر ان محمد الامين خليفة وهو احد الضباط ال 15 الذين قادوا انقلاب 30 يونيو 1989م بقيادة العميد آنذاك عمر البشير، قد كلف من قبل بملف مفاوضات السلام التي جرت في "ابوجا" في نيجيريا في مطلع التسعينات، كما رأس المجلس الوطني "الانتقالي" ومن ثم شغل منصب الامين العام للمجلس الاعلى للسلام، وعمل مستشارا للرئيس قبل وقوع خلاف 4 رمضان قبل الماضي بين البشير والترابي وهو الخلاف الذي افضى لانشقاق الحركة الاسلامية في السودان، لينضم خليفة الى الحزب الذي يقوده الترابي. وكان الامين العام للتجمع الوطني الديمقراطي والقيادي في الحركة الشعبية باغان امون قد دعا الحكومة للاسراع باطلاق سراح د. حسن الترابي دون ابطاء طالما جلست الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية ووقعت اتفاقا للسلام، وهو ما فعله الترابي من قبل غير انه قاده الى السجن.