تأكدت المخاوف الفلسطينية من عدم التزام إسرائيل تطبيق اتفاق "غزة وبيت لحم أولاً" حين اغتالت وحدة من القوات الإسرائيلية الخاصة أمس محمد سعدات 22 عاماً، شقيق الأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" أحمد سعدات المسجون في أريحا، وتوعدت الجبهة بالانتقام وقال الناطق باسمها في دمشق ماهر الطاهر "هذه الجريمة لن تمر من دون عقاب". واقتحم الجيش مخيمي طولكرم وجنين، حيث سقط شهيدان واعتقل العشرات. وأكد مسؤول في السلطة الفلسطينية ل"الحياة" أن رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون ووزير دفاعه بنيامين بن اليعيزر، وافقا على "تفاهم غزة وبيت لحم أولاً لضمان نجاحهما في الانتخابات لا سعياً وراء اتفاق يكون بداية لإحلال السلام". وأفاد شهود فلسطينيون ان محمد سعدات قُتل خلال تبادل اطلاق نار عندما حاولت قوة كوماندوس اعتقاله أمام منزله في رام الله. وقال مصدر عسكري ان جنديين إسرائيليين اصيبا خلال العملية. وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية ان الجنود ينتمون إلى وحدة "المستعربين" الخاصة التي يعمل أفرادها وهم متنكرون في هيئة فلسطينيين. وذكرت مصادر فلسطينية أن سعدات رصد وجود الجنود "المستعربين" يطوقون منزله فأطلق النار قبل أن يُقتل بسبع رصاصات أصابته إحداها في مقتل في رأسه. وأكد وزير الاشغال الفلسطيني عزام الأحمد ل"الحياة" أن "اتفاق غزة وبيت لحم أولاً" مجرد تفاهم "شفوي" لم يتم التوقيع عليه ولا يشمل أي تعهدات فلسطينية عينية في ما يتعلق بوقف الهجمات الفلسطينية على إسرائيل إلا إذا انسحبت قوات الاحتلال من المناطق التي احتلتها غداة الثامن والعشرين من أيلول سبتمبر عام 2000، وان تنفيذ السلطة الفلسطينية التزاماتها والاتفاقات المبرمة مع الدولة العبرية منوط أيضاً بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين بما في ذلك الاغتيالات والتوغلات والاعتقالات ومصادرة الأراضي وفرض أمر واقع جديد في الأراضي الفلسطينية.