استشهد 3 فلسطينين في بيت لحم أمس في وقت اكدت الحكومة الاسرائيلية انها لن تسحب قواتها من المناطق التي اعادت احتلالها "قبل توقف أعمال العنف" واعتقال المسؤولين عن اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي الذين حددت الاجهزة الامنية هويتهما بالأمين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" احمد سعدات ومسؤول الجناح العسكري في الجبهة في رام الله عاهد غلمية. في غضون ذلك، كثفت السلطة الفلسطينية اتصالاتها على الصعيدين العربي والدولي من اجل الضغط على الحكومة الاسرائيلية لوقف عدوانها واحتلالها المدن الفلسطينية في الضفة الغربية. واعتبر مسؤول فلسطيني ان الحكومة الاسرائيلية تنفذ خطة لتقويض السلطة تدريجيا. القدسالمحتلة، بيت لحم، رام الله، غزة - أ ف ب - استشهد الضابط في الشرطة الفلسطينية ناهض حسين الجوجو 49 عاما برصاص جنود إسرائيليين أمس في مخيم العزة قرب بيت لحم حيث استشهد في وقت سابق أمس الفلسطيني محمد براقعة و افادت مصادر امنية فلسطينية مساء امس ان فلسطينآً ثالثا استهد في منطقة بيت لحم وأصيب ثمانية آخرون بينهم شرطيان في مواجهات في منطقة تخضع للسلطة الفلسطينية. وكان الجيش الاسرائيلي امس لا يزال منتشرا في المواقع التي اعاد احتلالها الخميس في الاراضي الفلسطينية في محيط رام الله ونابلس وبيت لحم وفي ضواحي بيت جالا وجنين وطولكرم وقلقيلية. وجاء توغل الجيش في هذه المدن غداة اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي في القدس الاربعاء الماضي في عملية لا سابق لها تبنتها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" انتقاما لاغتيال امينها العام ابو علي مصطفى. وذكرت الاذاعة الاسرائيلية امس ان اجهزة الامن تعتبر ان مسؤوليْن في "الشعبية" يقفان وراء اغتيال زئيفي هما امينها العام أحمد سعدات وقائد جناحها العسكري في رام الله عاهد ابو غلمة. وكان مسؤول فلسطيني اعلن الجمعة الماضي ان الفلسطينيين الذين قتلوا زئيفي لا يقطنون في مناطق تقع تحت السيطرة الفلسطينية بل يحملون بطاقة الهوية الاسرائيلية. وعلى رغم تكثيف عمليات التوغل الاسرائيلية، أكد وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر أمس للاذاعة العسكرية ان انتشار الجيش في المناطق الفلسطينية "موقت ... ولا نريد اعادة احتلال منطقة أ الخاضعة للحكم الذاتي ... سنبقى طالما لم يلتزم عرفات منع الارهابيين من الانطلاق من هذه المدن لارتكاب اعتداءات مناهضة لاسرائيل". وتابع: "ليس في نيتنا العمل على انهيار السلطة الفلسطينية ولا اطاحة عرفات، اننا في المقابل نرغب في ان يقبض عرفات على زمام الامور وان يتحرك ضد الارهابيين". وانقسم الاسرائيليون امس في شأن ضرورة "إعلان حرب شاملة" ضد الفلسطينيين، وأفاد استطلاع للرأي نشرته صحيفة "معاريف" امس ان 38 في المئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع اعتبروا انه يجب "اعلان حرب شاملة" على الفلسطينيين ردا على اغتيال زئيفي، فيما رأى 38 في المئة انه "يجب تفعيل الجهود السلمية". واعتبر 13 في المئة انه لا بد من ابقاء الوضع على ما هو عليه و11 بلا جواب. وعلى الجانب الفلسطيني، قال نبيل ابو ردينة مستشار عرفات امس ان الرئيس الفلسطيني طلب من الرئيس جورج بوش والادارة الاميركية التدخل والضغط على الحكومة الاسرائيلية للانسحاب من المدن الفلسطينية. واضاف ان "عرفات تلقى صباحا اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الاميركي كولن باول الموجود في الصين ... وطلب منه تدخل بوش والادارة الاميركية للضغط على الحكومة الاسرائيلية كي تنسحب من الاراضي الفلسطينية ووقف احتلالها للمدن والقرى الفلسطينية". وكان عرفات طلب من الامين العام الاممالمتحدة كوفي انان ليل السبت - الاحد بذل الجهود لوقف الاعتداءات الاسرائيلية. وقال ابو ردينة ان الرئيس الفلسطيني اتصل هاتفيا مع انان وطالبه ببذل الجهود الضرورية لوقف الاعتداءات ودفع عملية السلام". وذكر ابو ردينة ان عرفات اجرى مساء اول من امس سلسلة اتصالات مع العديد من المسؤولين العرب لوضعهم في صورة الاوضاع الخطيرة في المنطقة، من بينهم الرئيس المصري محمد حسني مبارك والعاهل الاردني الملك عبدالله الثاني وامير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز، والرئيس زين العابدين بن علي". واشار الى ان عرفات "اطلعهم على تطورات الاوضاع التي تمر بها الاراضي الفلسطينية في ظل التصاعد العسكري الإسرائيلي". وقال وزير الثقافة والاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه في مؤتمر صحافي امس في رام الله ان عمليات التوغل تندرج في اطار "خطة" شارون التي تهدف الى اعادة احتلال الاراضي الفلسطينية. وقال: "لدينا معلومات من مصادر مختلفة ومنها مصادر اسرائيلية ايضا، ان خطة شارون تقضي بالاكتساح الشامل لجميع مناطق السلطة الفلسطينة واعادة احتلالها جميعا وتقويض السلطة الفلسطينية". واضاف: "لكن شارون يريد ان يقوم بذلك بشكل تدريجي لتجنب ردود الفعل الدولية... وما قامت به اسرائيل خلال الايام الماضية ليس رد فعل انتقامية لاغتيال زئيفي وانما خطوة لاعادة احتلال جميع الاراضي وفرض الحل السياسي الذي يريده على الارض". كذلك قال الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم "ان استمرار هذا العدوان واتساع رقعته سيؤدي الى تفجير الوضع برمته"، مشيرا الى ان "السلطة ملتزمة وقف النار واستجابت لدعوات جهات كثيرة بضبط النفس". واكد ان "كل مبررات العدوان لا اساس لصحتها وتفقد الصدقية اذ دانت السلطة اغتيال زئيفي وبدأت باتخاذ اجراءات ملموسه على الارض تؤكد التزامها كل الاتفاقات قبل هذا الاجتياح الجديد".