طرح المبعوث الرئاسي الاميركي الى السودان جون دانفورث على قيادة الحكم في الخرطوم امس افكاراً لتقريب وجهات النظر في شأن القضايا التي تناقشها جولة المفاوضات بين الحكومة و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" الجارية حالياً في ضاحية مشاكوس قرب العاصمة الكينية نيروبي، ونقل رسالة من الرئيس جورج بوش الى نظيره عمر البشير تعهد فيها مساندة السودان في التوصل الى السلام وانهاء حربه الاهلية. في موازاة ذلك اتهمت الخرطوم شخصيات لم تسمها بإثارة قضية حلايب المتنازع عليها مع مصر لتعكير صفو العلاقات بين البلدين. واجرى السيناتور دانفورث الذي يزور البلاد للمرة الثالثة منذ تعيينه في ايلول سبتمبر الماضي محادثات مهمة امس مع الرئيس عمر البشير ونائبه الاول علي عثمان محمد طه ومستشاره لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين ووزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل، كما التقى رجال دين من بينهم احمد المهدي، وزعيم حزب الامة الصادق المهدي. وقال اسماعيل للصحافيين ان المبعوث الاميركي طرح افكاراً في شأن قضايا تناقشها مفاوضات مشاكوس التي تبحث في مسألة قسمة الثروة النفط والسلطة ووقف اطلاق النار والترتيبات الأمنية والعسكرية. وأوضح ان الدور الاميركي سيركز على اعطاء قوة دفع لعملية التفاوض وازالة العقبات ومعالجة التفاصيل التي يمكن ان تعرقل جهود التوصل الى اتفاق سلام. وأشار الى ان دانفورث نقل رسالة من بوش الى البشير اكد فيها اهتمام ادارته بالسلام في السودان وتعهد تقديم العون له في سبيل الوصول الى حل عادل ينهي الحرب الاهلية المستمرة منذ نحو 20 عاماً. وذكر ان البشير طالب الولاياتالمتحدة بالاستمرار في دورها الايجابي الى حين وقف النار واقرار اتفاق سلام شامل، واقامة علاقات صحية بين البلدين. الجيش الاوغندي من جهة اخرى أ ف ب، أعلن الجيش الاوغندي امس ان الحكومة السودانية سمحت له بالمكوث شهراً اضافياً على اراضيها لمكافحة متمردي "جيش الرب للمقاومة" الذين ينطلقون من قواعد خلفية في السودان. وأعلن الناطق باسم الجيش الميجور شابان بنتاريزا "ان وفد كمبالا عاد من الخرطوم مع موافقة من الحكومة السودانية على مواصلة اوغندا عملياتها". واضاف "منحونا شهراً اضافياً اعتباراً من الخامس عشر من آب اغسطس وبذلك يكون هدف البروتوكول قد انجز". وكانت اوغندا والسودان وقعا في آذار مارس بروتوكولاً يسمح لكمبالا بنشر جنودها في بعض مناطق جنوب السودان التي تسيطر عليها الحكومة لمطاردة متمردي "جيش الرب للمقاومة". ومُددت المهلة مرات عدة من دون التوصل الى القضاء على حركة التمرد. واوضح الميجور بنتاريزا ان مسؤولين في جيشي البلدين يلتقيان في نهاية كل مهلة للبحث في ما تم انجازه وما لم ينجز قبل تمديد اضافي. واستولى الجيش الاوغندي منذ ابرام هذا الاتفاق على القواعد الاساسية ل"جيش الرب للمقاومة" قرب مدينة جوبا، عاصمة جنوب السودان، حيث صادر اسلحة كثيرة سلمت الى السلطات السودانية. واقترب المتمردون خلال الاسابيع القليلة الماضية من الحدود الجنوبية للسودان وكثفوا هجماتهم على اهداف مدنية وعسكرية شمال اوغندا. ويكافح "جيش الرب للمقاومة" منذ 1988 لقلب نظام الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني واقامة نظام على اساس الوصايا العشر الواردة في الانجيل.