رفضت الحكومة السودانية طلباً أوغندياً لتمديد بقاء الجيش الأوغندي في جنوب البلاد لمطاردة متمردي حركة "جيش الرب" الأوغندية المعارضة، رداً على عدم استجابة كمبالا مطالب من الخرطوم. ولمحت الحكومة السودانية أخيراً الى دور للجيش الأوغندي في مساندة "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في الاستيلاء على مدينة توريت الاستراتيجية في جنوب البلاد في وقت سابق. وسمحت الخرطوم في آذار مارس الماضي للجيش الأوغندي بتعقب حركة "جيش الرب" بقيادة جوزيف كوني، في جنوب السودان ومددت فترة بقائه مرتين انتهتا في أيلول سبتمبر الماضي. لكن دوائر حكومية سودانية اتهمت القوات الأوغندية بمساعدة حركة جون قرنق في الاستيلاء على توريت وتحفظت الحكومة منذ أكثر من شهرين عن تمديد بقاء القوات الأوغندية بعد انتهاء المدة المحددة لوجودها. وقال وزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أمام البرلمان أمس ان أحداث توريت أشعرت حكومته بضرورة خروج الجيش الأوغندي من جنوب البلاد. وهدد بأن حكومته ستتعامل بالمثل مع أوغندا في حال عدم التوصل الى اتفاق في شأن حركة كولن واستمرار استضافتها "الحركة الشعبية" بقيادة جون قرنق، موضحاً ان عدم استجابة كمبالا الى الاسئلة التي طرحتها الخرطوم عليها هو الذي أدى الى عدم تجديد الاتفاق معها. لا تعاون مع "جيش الرب" وأضاف ان حكومته اذا اضطرت الى التعامل مع معارضة أوغندية فلن تتعامل مع "جيش الرب" الذي "يتحمل مسؤولية 70 في المئة من تشويه صورة السودان في الخارج"، وتابع: "لو لم يكن جيش الرب معارضة أوغندية لاخرجناه من السودان". ووصف العلاقات السودانية - الأوغندية بأنها "معقدة وتحتاج الى صبر وجهد متصل"، مشيراً الى أن مبعوثاً رئاسياً سيتوجه الى كمبالا للبحث في الخلاف بين البلدين. وكان الرئيس يويري موسفين اتهم الاسبوع الماضي دوائر في الحكومة السودانية بدعم متمردي حركة "جيش الرب" وحذر من أن كمبالا اذا تأكد لها ذلك فانها ستقطع علاقتها الديبلوماسية مع الخرطوم، و"ستعيد الأمور الى المربع الأول"، لكن السفير السوداني في أوغندا نفى ذلك مؤكداً ان بلاده أوقفت دعمها لحركة "جيش الرب". مفاوضات مشاكوس وفي نيروبي رويترز، اتفقت الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" على تمديد وقف اطلاق النار حتى انتهاء مفاوضات السلام كما هو مقرر في اذار مارس، المقبل لكن الطرفين لم يتوصلا الى اتفاق شامل في شأن تقاسم السلطة كما كان يأمل الوسطاء. وبعد خمسة اسابيع من المفاوضات في كينيا بين الحكومة والمتمردين، وقع الطرفان وثيقتين تقضي احداهما بتمديد وقف اطلاق النار والاخرى تتناول عددا من النقاط قي شأن تقاسم السلطة يقبل بها الجانبان. وقال غازي صلاح الدين مستشار الرئيس السوداني عمر حسن البشير في تصريح مقتضب بعد التوقيع على الوثيقتين ان هذه خطوة جديدة ربما تكون صغيرة لكنها مهمة على طريق التوصل الى حل للصراع في السودان. وكان الجانبان وقعا على اتفاق مبدئي لوقف اطلاق النار للمرة الاولى في 15 تشرين الاول اكتوبر الماضي، ومن المقرر انتهاؤه في 31 الشهرالمقبل. ومن المقرر ان يجتمع الجانبان مرة اخرى في كينيا في كانون الثاني يناير المقبل لاستئناف المفاوضات بهدف انهاء الحرب الاهلية المستمرة منذ 19 عاما في السودان والتي كانت من الاسباب الرئيسية في وفاة نحو مليوني شخص.