دخلت العلاقات الروسية - الجورجية مرحلة حرجة بعد تصاعد الخلافات بين الجانبين بسبب الموقف من المقاتلين الشيشان والنزاع الجورجي - الابخازي، فيما نفت تبليسي احتمال انسحابها من رابطة الدول المستقلة في الوقت الحالي. وقال ناطق باسم الرئىس الجورجي ادوارد شيفرنادزه ان تبليسي: "لا تفكر حالياً في الخروج من الرابطة"، غير انه أضاف ان قطاعات واسعة من الشعب الجورجي وسياسيين وبرلمانيين يطالبون الرئىس شيفرنادزه باتخاذ هذه الخطوة، مؤكداً ان الموضوع سيطرح في شكل جدي "اذا تصاعدت حدة التوتر" في منطقة النزاع مع ابخازيا. ومعروف ان نزاعاً مسلحاً كان قام بين جورجيا وابخازيا التي حاولت الانسلاخ عن جورجيا وانتهى بتشكيل منطقة عازلة، ودخول مراقبين دوليين، اضافة الى مراقبين من دول الرابطة للفصل بين الجانبين. وتتهم تبليسي روسيا بتأييد الموقف الابخازي وخصوصاً بعد تأزم الاوضاع ووقوع اشتباكات مسلحة خلال الايام الاخيرة، فيما تتهم موسكوجورجيا بدعم المقاتلين الشيشان وتقديم تسهيلات لهم على أراضيها. اتهامات متبادلة وكانت الخارجية الروسية استدعت سفير جورجيا لديها للبحث في تطورات الموقف، بعدما وجهت تبليسي مذكرة الى موسكو طالبتها فيها باجراء تحقيق مشترك في ما وصفته بأنه "اعتداء جرى على أراضيها". واتهم مجلس الدوما الروسي من جهته، الجانب الجورجي بالاساءة الى علاقات حسن الجوار والتعاون. وأكد ان على تبليسي التراجع عن دعم "الارهابيين" وتسليم المقاتلين الذين يتخذون منها مراكز لعملياتهم ضد موسكو. وأيدت الخارجية الروسية بلاغ مجلس الدوما البرلمان ودعت تبليسي الى اتخاذ اجراءات في هذا الشأن. واذا استمر تصاعد الخلاف بين الجانبين وأدى الى انسحاب جورجيا من الرابطة المستقلة فإنها تكون بذلك الدولة الاولى التي تنسحب من الرابطة منذ توقيع اتفاق انشائها عام 1991، الامر الذي سيزيد من متاعب موسكو في القوقاز، ويمنح المقاتلين الشيشان سنداً اضافياً، وربما يكون مكشوفاً هذه المرة.