زادت سخونة التصريحات المتبادلة بين الجانبين الروسي والجورجي في شأن الوضع في المناطق الحدودية بينهما. وفيما كرّرت موسكو الإشارة الى احتمال وجود اسامة بن لادن في الاراضي الجورجية، وردت معلومات عن احتمال وصول وحدات انزال اميركية الى قاعدة فازياني التي غادرتها القوات الروسية اخيراً. وكان تدهور الوضع الامني في منطقة وادي بانكيسي المحاذية للجمهورية الشيشانية سلّط الأضواء على المنطقة خصوصاً بعد قيام مجموعات مجهولة بخطف اربعة رجال شرطة جورجيين. وعلى رغم ان حادث الخطف جاء على خلفية اغتيال الاجهزة الامنية أحد كبار تجار المخدرات في المنطقة الا انه أعاد الى الواجهة الحديث عن تمركز مجموعات من المقاتلين الشيشان فيها. ودعا وزير الدفاع الروسي سيرغي ايفانوف القيادة الجورجية الى اتخاذ "اجراءات عملية للقضاء على الارهاب"، مشيراً الى ان الوضع في وادي بانكيسي "يتدهور بسرعة" وبات يشكل خطراً على الأمن الروسي. وكرّر ايفانوف الحديث عن احتمال وجود اسامة بن لادن في هذه المنطقة مشيراً الى "عدم وجود ما يثبت عكس ذلك". وحول تعاون عسكري - أمني محتمل بين تبليسي وواشنطن أعلن ايفانوف ان هذا الامر "يخص جورجيا وحدها كدولة مستقلة". واضاف: "لا يعقل ان ننتظر حتى تنمو في هذه المنطقة شيشان جديدة أو افغانستان مصغّرة". ورأى مراقبون ان تصريحات ايفانوف تحمل "تساهلاً" روسياً ازاء احتمال دخول الولاياتالمتحدة الى منطقة القوقاز. من جهة اخرى، أشار ايفانوف الى ان مشاورات تجرى بين موسكو وتبليسي تهدف الى القيام بتحرّك مشترك في وادي بانكيسي، غير ان هذه التصريحات أثارت حفيظة المسؤولين الجورجيين، ونفى وزير الدفاع كوبا فارتشماشفيلي بشدة وجود مشاورات "مع أي طرف". وذكر الناطق باسم الديوان الرئاسي كاخا ايمنادزه ان جورجيا قد تطلب عوناً تقنياً أو معلوماتياً من موسكو لكنها لن تجري عمليات مشتركة مع أحد. من جهته، أبدى وزير الخارجية الروسية ايغور ايفانوف استعداد موسكو لتقديم المساعدة في تبليسي من أجل القضاء على ما وصفه ب "منبت الارهاب" في وادي بانكيسي، مضيفاً ان المنطقة تحوّلت الى "مقرٍ للقتلة والارهابيين االدوليين". لكن وزير الأمن الجورجي فاليري خابوردزاي قلل من خطورة الاوضاع في المنطقة. وقال ان بلاده قد تجري "عملية لمطاردة بعض المجرمين" وليس "عملية لمكافحة الارهاب" وهي التسمية التي تطلقها موسكو على عملياتها في الشيشان. وأكد ان جورجيا ستقبل مساعدات معلوماتية "من روسيا أو من دول غربية" في هذا الاطار. وتعد هذه الاشارة الأولى الى احتمال لجوء جورجيا الى مساعدات غربية بعد تصريحات الرئيس ادوارد شيفاردنادزه اول من امس حول احتمال قيام تعاون عسكري - أمني مع الولاياتالمتحدة. وعلى رغم تأكيد معظم المسؤولين الجورجيين ان حديث شيفاردنادزه دار حول تعاون أمني - معلوماتي فقط الا ان صحفاً جورجية تحدثت أمس عن احتمال حلول قوات إنزال اميركية في قاعدة فازياني التي غادرتها القوات الروسية قبل فترة وجيزة.