لندن - "الحياة"، رويترز - تضاءلت فرص انتعاش اسعار النفط قبل نهاية السنة المقبلة اي الى نهاية القرن "الا اذا حل شتاء قارس جداً في النصف الشمالي من الكرة الارضية او اذا توقفت الصادرات العراقية الى الاسواق الدولية في الاشهر المقبلة مما قد يرفع اسعار النفط بمعدل يراوح بين دولار او 1.5 دولار على الاكثر" كما قالت جوندي رويل من مؤسسة "دويتشه مورغن غرينفيل" في لندن. وتزامنت الصورة المتشائمة نسبياً مع ما اعلنته وكالة الطاقة الدولية امس من ان المعروض النفطي لا يزال يفوق الطلب على رغم ان منظمة الدول المصدرة للنفط "اوبك" خفضت حصص الانتاج في حزيران يونيو الماضي اعتبارا من اول تموز يوليو 1998. واشارت الوكالة الى ان المخزون النفطي في العالم بلغ مستوى قياسياً في حزيران الماضي وحقق 2.8 بليون برميل. وراوح سعر برميل خام القياس "برنت" امس في تعاملات بورصة النفط الدولية بين 12.77 و 12.79 دولار لعقود ايلول سبتمبر وسط ترقب المتعاملين التطورات في العراق ونتائج لعبة "القط والفأر" الروتينية بين العراق والامم المتحدة. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية ان ينتعش الطلب على النفط قليلا السنة المقبلة وقالت: "ان مدى الانتعاش يعتمد بدرجة كبيرة على تطورات الازمة الاقتصادية في آسيا". واشارت الى ان تقديراتها الاولية وضعت نمو الطلب عند مستوى 1.6 مليون برميل يومياً الى 73.6 مليون برميل يومياً. ويمثل هذا نمواً افضل من زيادة قدرها 900 الف برميل يوميا تتوقعها الوكالة السنة الجارية ويشكل انخفاضا كبيراً عن نمو قدره نحو مليوني برميل يوميا عام 1997. واوضحت الوكالة في تقريرها الشهري عن سوق النفط انها لا تتوقع ان تتبدد قريبا الزيادة الكبيرة في مخزونات النفط التي سجلت مستوى قياسياً. وقالت "ان الطلب على النفط في الغرب سيتحسن بانخفاض الاسعار هذه السنة الى أدنى مستوياتها منذ عشرة أعوام". وأضافت: "من الصعب توقع حل مشكلة تكدس المخزون حتى انقضاء جزء كبير من سنة 1999". وذكر تقرير الوكالة: "من المتوقع ان تكون سوق النفط السنة المقبلة مثقلة بمخزونات ضخمة وأزمة مالية لم تحل في اسواق آسيا واتفاق انتاج ضعيف بين أوبك ومنتجين من خارجها". ولاحظ "ان اي انتكاسة جديدة لأسواق آسيا وضعف الطلب في مناطق أخرى قد يثير دورة جديدة من خفض الانتاج". وقالت الوكالة "ان انتاج أوبك من النفط الخام انخفض في تموز الى 27.81 مليون برميل يومياًً من 28.17 مليون برميل وفقاً لبيانات معدلة عن حزيران الماضي". واضافت "ان خفوضات اوبك التي بلغت 360 الف برميل يومياً مثلت الحصة الاكبر من الانخفاض المقدر في الانتاج الدولي بمقدار 520 الف برميل يومياً في تموز الى 75.16 مليون برميل يومياًً". وذكرت الوكالة ان المعروض الدولي من النفط لا يزال يفوق الطلب على رغم خفض الانتاج وان المخزون بلغ أعلى مستوياته على الاطلاق في نهاية حزيران. واشارت الى ان المخزون لدى الدول الاعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ارتفع بمقدار غير مسبوق بلغ 3.5 مليون برميل يومياًً في ايار مايو. وقالت الوكالة "ان اماكن تخزين زيت التدفئة ووقود الديزل قبيل فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الارضية تتناقص باطراد". وتوقعت زيادة انتاج الدول من خارج منظمة "اوبك" بمقدار مليون برميل يومياً السنة المقبلة. وكانت الوكالة توقعت في وقت سابق ان تصل الزيادة في انتاج الدول من خارج "اوبك" الى 1.86مليون برميل يومياً. وقالت "ان الزيادة المتوقعة تعود في معظمها الى ارتفاع انتاج كل من بحر الشمال واميركا اللاتينية لكن الانتاج الروسي سيتراجع نحو 150 الف برميل يومياً". وفي ضوء الارتفاع المتوقع لاجمالي الطلب الدولي بمقدار 1.6 مليون برميل يومياً وزيادة نصيب الدول غير الاعضاء في "أوبك" توقعت الوكالة ان يبلغ الطلب على نفط "أوبك" السنة المقبلة نحو 27.2 مليون برميل يومياً بزيادة 400 الف برميل يومياً على مستوى الطلب السنة الجارية.