ارتفعت اسعار النفط في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس وتقلبت في الساعات التالية ضمن هامش خمسة سنتات، في تعاملات حذرة بينما عكف المتعاملون على تقويم التأثير الوشيك لخفض انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الانتاج بمقدار مليون برميل يومياً ونمو مخزونات النفط الاميركية. لندن - "الحياة"، رويترز - أثار الخفض الجديد في انتاج "أوبك" مخاوف من ارتفاع اسعار الطاقة في الدول الصناعية المستوردة للنفط والتي تناضل لانقاذ نفسها من ضغوط الركود. وقالت وكالة الطاقة الدولية أمس انه من المتوقع ان تؤدي قيود الانتاج الجديدة التي فرضتها "أوبك" الى نقص المعروض النفطي في السوق العالمية اثناء ذروة الطلب في فصل الشتاء، مشيرة الى ان حجم هذا النقص سيتوقف على توقيت بدء اي انتعاش اقتصادي عالمي. وقال كلاوس ريهاج رئيس قسم سوق النفط في الوكالة في مقابلة مع "رويترز" ان مصدر القلق الرئيسي للوكالة هو المعروض النفطي بعد نحو ثلاثة اشهر. واضاف: "لسنا قلقين على الوضع اليوم بقدر ما نحن قلقون عليه خلال فصل الشتاء". وتابع: "اذا نفذت أوبك تخفيضاتها الانتاجية فهذا سيقلل المعروض النفطي ولكن هذا يتوقف على ما سيحدث في النشاط الاقتصادي". وأعلنت "أوبك" أول من أمس انها قررت خفض الانتاج مليون برميل يومياً بدءاً من أول أيلول سبتمبر ليصبح انتاج الدول العشر المشاركة في نظام الحصص 23.2 مليون برميل يومياً. ويستثنى العراق الذي ينتج النفط بموجب اتفاق مع الاممالمتحدة من نظام الحصص. وخفضت المنظمة انتاجها في كانون الثاني يناير وآذار مارس بمقدار 2.5 مليون برميل يومياً. ودعا ريهاج المنظمة الى زيادة الانتاج اذا اقتضت أوضاع السوق ذلك في وقت لاحق من السنة، مشيراً الى ان الاسباب وراء قرار "أوبك" تتمثل فيما يبدو في عودة الصادرات العراقية كاملة الى الاسواق بعد توقفها شهراً تقريباً وكذلك تراجع الطلب. وخفضت الوكالة، التي تمثل 31 دولة من الدول الرئيسية المستهلكة للطاقة، في وقت سابق من الشهر الجاري تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط الى 460 الف برميل يومياً ليصبح اجمالي حجم الطلب 76 مليون برميل في اليوم. ولكن توقعات الوكالة مبنية على افتراض حدوث انتعاش اقتصادي في أميركا الشمالية في الربع الاخير من السنة، ما يؤدي الى استئناف النمو الاقتصادي في مختلف انحاء العالم. وقال وزير الطاقة الاميركي سبنسر ابراهام ان ادارة الرئيس جورج بوش ستراقب "عن كثب" في الاسابيع القليلة المقبلة أثر خفض منظمة "أوبك" لانتاجها بمعدل مليون برميل يومياً على امدادات زيت التدفئة للولايات المتحدة. وأضاف ابراهام في كلمة امام نادي الصحافة القومي أول من أمس ان الادارة ستتخذ "كل الاجراءات اللازمة" للتأكد من وجود امدادات كافية من زيت التدفئة. وقال وزير النفط والطاقة النروجي اولاف اكسلسن لصحيفة "افتنبوستن" أمس ان النروج ليس لديها خطة فورية لخفض انتاج النفط بعد ان قررت "أوبك" أول من أمس تقليص انتاجها. والنروج اكبر منتج للنفط خارج "أوبك" وتنتج نحو 3.1 مليون برميل يومياً. وأضاف الوزير انه لم يتلق اي طلب من "أوبك" لخفض الانتاج، مشيراً الى ان المنظمة تصرفت بشكل منظم في محاولتها لاعادة سعر النفط الى المستوى المستهدف وهو 25 دولاراً للبرميل. وتابع: "اشعر ان أوبك تصرفت بشكل مسؤول ولم تدفع سعر النفط للارتفاع اكثر من اللازم". اسعار النفط وقفز سعر خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم أيلول سبتمبر في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس الى 25.51 دولار للبرميل، بزيادة مقدارها 26 سنتاً على سعر الاقفال السابق، وتراجع في الساعات التالية من التعامل الى 25.22 دولار، بخسارة مقدارها ثلاثة سنتات. وكان "برنت" ارتفع 35 سنتاً أول من أمس. بلغ سعر عقود النفط الخام تسليم ايلول 26.94 دولار للبرميل مرتفعاً عشرة سنتات عن اقفال الاربعاء في نيويورك. وكانت عقود النفط الخام اغلقت مرتفعة 53 سنتاً الى 26.84 دولار في نيويورك يوم الاربعاء. وحافظت عقود البنزين على ارتفاعها بعد بيانات حكومية أميركية جديدة اظهرت هبوط مخزونات الولاياتالمتحدة من البنزين 3.3 مليون برميل في الاسبوع الماضي. وقالت وكالة انباء "أوبك" أمس نقلاً عن امانة المنظمة ان سعر سلة خامات نفط "أوبك" السبعة ارتفع أول من أمس الى 23.78 دولار للبرميل من 23.46 دولار للبرميل.