شكك معلقون اسرائيليون في الشؤون الحزبية في صدق نية رئيس الحكومة ارييل شارون تقديم موعد الانتخابات البرلمانية المقبلة من اواخر العام المقبل الى بدايته، على خلفية معارضة شريكيه البارزين في الائتلاف الحكومي حزب العمل وحركة "شاس" الدينية الشرقية، لمشروع الموازنة للعام المقبل المفروض ان يطرح للتصويت في الكنيست في تشرين الاول اكتوبر المقبل. ورأى أبرزهم المعلق في الاذاعة العبرية حنان كريستال ان الهدف من وراء تسريب الخبر من مكتب شارون هو رفع السوط في وجه "العمل" و"شاس" وارغامهما على تأييد مشروع الموازنة لخشيتهما من نتائج تقديم الانتخابات، وسط توقعات استطلاعات الرأي بانحسار قوتهما البرلمانية بشكل ملحوظ، و"في واقع الامر لن يتسرع شارون في اتخاذ قرار كهذا، وكل ما اراده هو استعراض عضلاته". وطغى النبأ على اهتمام اقطاب الاحزاب المختلفة ووسائل الاعلام التي اجتهدت عبر مقابلات مع الخبراء والمحللين لاستقراء خطوة شارون هذه في حال اقدم عليها فعلاً. وسخنت اجواء الساحة الحزبية على نحو غير مسبوق منذ الانتخابات الأخيرة لرئاسة الحكومة قبل 18 شهراً ورد اقطاب الحزبين المهددين العمل وشاس بالقول ان تقديم الانتخابات لا يخيفهما لكن المراقبين رأوا في تعقيب وزراء حركة "شاس" و"حرصها على عدم ادخال الدولة في دوامة الانتخابات" تراجعاً عن موقفها من مشروع الموازنة، قد ينتهي الى امتناع نوابها ال17 في الكنيست عن التصويت عليه ما قد يمنح شارون فرصة اقراره بغالبية ضئيلة. وفيما استبعد المعلقون ان يقدم شارون على تقديم استقالته في تشرين الاول اكتوبر المقبل في حال عدم اقرار مشروع الموازنة في الكنيست، ما يعني اجراء الانتخابات بعد 90 يوماً، أي مطلع العام المقبل، توقع هؤلاء ان يضطر رئيس الحكومة حيال نية حزب "العمل" الانسحاب من الائتلاف الحكومي في الشهر ذاته وفقاً لما التزم به زعيمه وزير الدفاع بنيامين بن اليعيزر، الى تقديم موعد الانتخابات الى ايار مايو العام المقبل. ورأى المعلق كريستال ان شارون لن يستعجل تقديم الانتخابات قبل ان تتضح قوته داخل حزب "ليكود" في اعقاب حملة الانتساب الاخيرة للحزب، وانه سيسعى إلى التشبث بكرسيه حتى انتهاء ولايته القانونية اذا ما اسفرت هذه الحملة عن وجود غالبية لانصار نتانياهو. إلى ذلك يعي شارون ان خطوة كهذه ليست مأمونة العواقب فاستطلاعات الرأي الاخيرة جاءت بتراجع شعبية لمصلحة نتانياهو، كما انه يعلم جيداً انه باستثناء رئيس الحكومة الاسبق مناحيم بيغن لم يفز رئيس حكومة قرر تقديم الانتخابات بكرسي رئاسة الحكومة من جديد. ويأخذ المراقبون في حساباتهم حقيقة ان كل شيء آني في الحياة السياسية في الدولة العبرية التي لا تستقر على حال، ولفت المعلق في اذاعة الجيش الى ان موضوع تقديم موعد الانتخابات قد لا يطرح في الخريف المقبل في حال اقدمت الولاياتالمتحدة على ضرب العراق "ما سيحتم على الحزبين الكبيرين ليكود والعمل مواصلة الشراكة بينهما لمواجهة انعكاسات هذه الضربة". وبات واضحاً ان ضربة اميركية ستكون حبل النجاة لزعيم "العمل" بنيامين بن اليعيزر للبقاء في التوليفة الحكومية وتفادي مواجهة منافسه على زعامة الحزب عمرام متسناع وسط توقعات بنجاح الاخير في انتزاعها منه. الى ذلك تزامن النشر عن نية شارون تقديم موعد الانتخابات مع قرار رئيس اركان الجيش السابق الجنرال شاؤول موفاز خلع ملابسه العسكرية وعدم قضاء سنة أخرى في الجيش، يحصل عليها كل قائد له. واعتبر المعلقون القرار مفاجئاً يؤكد نية موفاز دخول المعترك السياسي والانضمام الى "ليكود" بحسب كل التوقعات . اضافوا ان موفاز عجّل اعتزاله ليتمكن من ترشيح نفسه للكنيست بعد ستة شهور على ما ينص عليه القانون الاسرائيلي، وانه ما كان ليتسرع ويتنازل عن امتيازات مالية ضخمة لولا علمه بنية شارون تقديم موعد الانتخابات، علماً ان هذا سبق والتقى موفاز فور انهائه مهمات رئيس الأركان ليقول له ان "ابواب ليكود مفتوحة على مصاريعها لاستقباله". وموفاز سيكون قائد الجيش العاشر من مجموع 15 قائداً للجيش منذ اقامته، يخوض التجربة السياسية لكنه سيكون اول رئيس اركان في لائحة "ليكود" في تاريخ اسرائيل.