سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طالباني : المخرج الوحيد للنظام حكومة محايدة وانتخابات حرة بعد اطلاق السجناء والحريات . أطراف المعارضة العراقية اتفقت في واشنطن على عقد مؤتمر موسع في عاصمة أوروبية
أقرت أطراف المعارضة العراقية الستة، التي أنهت أول من أمس لقاءات مكثفة مع الإدارة الأميركية، تشكيل لجنة تحضيرية لعقد مؤتمر موسع للمعارضة "في أقرب وقت ممكن". وعلم أن اللجنة ستضم 7 أعضاء يمثلون الأطراف الستة، وسيتمثل المجلس الأعلى للثورة الإسلامية بمندوبين. وتسعى هذه الأطراف المجلس الأعلى والمؤتمر الوطني العراقي والحزبان الكرديان وحركة الوفاق الوطني والحركة الملكية الدستورية إلى التعجيل في اتصالاتها ومشاوراتها لمواكبة التحرك السريع للإدارة الأميركية، وسط مخاوف شديدة من احتمال أن تسبق الأحداث أطراف المعارضة قبل انهائها تلك المشاورات. وينتظر أن يجتمع أعضاء اللجنة التحضيرية خلال الأيام المقبلة في العاصمة البريطانية لتحديد معايير سياسية يجري على أساسها توسيع الدعوة لفصائل المعارضة غير الممثلة في "صيغة 4"2" التي شاركت في لقاءات واشنطن، وتوجيه الدعوة "لعقد مؤتمر في أقرب وقت ممكن في إحدى العواصم الأوروبية"، وفقاً لمصدر قيادي معارض. وعلمت "الحياة" أن الأطراف التي تتخذ مواقف مناهضة للولايات المتحدة وخططها لتغيير النظام ستستثنى من الدعوة، وسيركز الجهد على تطوير تنسيق مجموعة القوى والشخصيات المستقلة المتوافقة مع توجهات الأحزاب الستة. وسعى اجتماع عقد ليل السبت - الأحد في واشنطن إلى تأكيد أن التركيبة السياسية الجديدة للمعارضة "لن تكون بديلاً من أي كيانات عراقية معارضة أخرى"، في اشارة إلى المؤتمر الوطني العراقي الذي لا يزال يحظى باعتراف الإدارة الأميركية وتتلقى مؤسساته دعماً مالياً وسياسياً منها. وأقر اجتماع الستة أن المؤتمر الموسع سينتخب "لجنة تنفيذية" لمتابعة قرارات المؤتمر وتنفيذها الذي يتوقع أن يحضره ما بين 50 إلى 70 مندوباً. وستقوم اللجنة التنفيذية برسم "رؤية سياسية موحدة لمستقبل العراق، وتبني خطاب سياسي موحد يرتكز إلى مرجعيتين: الوثائق التي أصدرها مؤتمر صلاح الدين عام 1992، والخطاب السياسي لمجموعة الستة كما جرى التعبير عنه في البيان المشترك الذي اعلن قبل ثلاثة أيام من واشنطن". وأوضح أحد أقطاب المعارضة في لقاء مع "الحياة" ان "الاستناد إلى وثائق صلاح الدين جاء لقطع الطريق أمام محاولات تغيير النسب التمثيلية للأطراف المعارضة المختلفة، ولتأكيد الأرضية السياسية المشتركة التي حددتها وثائق صلاح الدين". وبحثت الأطراف الستة في أول لقاء سياسي مشترك لها في تطورات الأوضاع وقوّمت نتائج لقاءاتها مع الإدارة الأميركية بأنها "ايجابية للغاية وتعكس جدية الولاياتالمتحدة وتصميمها على التغيير". ورحب المجتمعون بحضور المجلس الأعلى للثورة الإسلامية "الذي انعكس ايجاباً على كل المستويات". واتفق ممثلو هذه الأطراف على العمل المشترك "وبأقصى الطاقات وأسرع ما تستطيع لملء الدور الذي يتعين على المعارضة لعبه في المستقبل". كما اتفقوا على تشكيل وفد يزور العواصم العربية والاقليمية "لشرح توجهات المعارضة ولتأمين أساس قوي لعلاقات جوار متينة في المستقبل". طالباني يدعو صدام لتشكيل حكومة محايدة إلى ذلك، دعا جلال طالباني، الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، النظام العراقي إلى "اجراء تغييرات جذرية في سياسته إذا ما أراد تجنب ضربة عسكرية حاسمة تصمم الولاياتالمتحدة على توجيهها له مهما كان الثمن". وقال طالباني في حديث إلى "الحياة" بعد انتهاء اجتماعات الوفد السداسي "إن المخرج الوحيد للنظام هو تشكيل حكومة عراقية محايدة تتولى اجراء انتخابات حرة في العراق، بعد اطلاق جميع السجناء السياسيين واطلاق حرية الأحزاب السياسية وحرية الصحافة". وأضاف انه يقترح هذا المخرج "لأن النظام لن يستطيع البقاء من دون ذلك". وطالب الرئيس العراقي صدام حسين بأن يشكل حكومة جديدة "تؤمن أجواء ديموقراطية في البلاد، وينبثق منها مجلس وطني يشرع دستوراً جديداً للبلاد"، موضحاً أن "في إمكان الرئيس صدام ترشيح نفسه إلى جانب الآخرين لمنصب الرئيس، وإذا نال صدام الأكثرية فأهلاً، وإلا فإنه سيكون الرئيس السابق". وعبر طالباني عن تفهمه للمخاوف التي تبديها العواصم العربية والاقليمية من مخاطر عملية تغيير عسكرية، وقال: "لا استطيع نفي هذه المخاوف. فأنا أيضاً لدي مخاوفي مما سيحدث من تغيير. فإذا كان البديل المقبل ديموقراطياً ورلمانياً تعددياً، سنرحب به، لكن إذا لم يكن كذلك فلا يمكن لنا أن نرحب ونفرح به".