أثار "تقرير التنمية الانسانية العربية للعام 2002" نقاشاً ساخناً، في حوار عبر الأقمار الاصطناعية نظم من مبنى السفارة الاميركية في الدوحة مع الدكتور كلوفيس مقصود استاذ العلاقات الدولية رئيس مركز الجنوب في الجامعة الأميركية في واشنطن. إذ رأى ان التقرير الذي صدر حديثاً يشكل "تحدياً ليس لنا كعرب ومثقفين وناشطين على المستوى الشعبي العربي، بل يمثل أيضاً تحدياً في شأن تعامل العالم معنا في مرحلة العولمة". معروف ان التقرير الذي أعده برنامج الأممالمتحدة الانمائي يربط بين "التقصير في الحرية" و"إضعاف التنمية الانسانية" في العالم العربي، ويعتبر ان "التنمية التي لا تشارك فيها المرأة معرضة للخطر". ويسلط التقرير الضوء على "اللامساواة في القدرات والفرص واللامساواة الاقتصادية"، ويعتبر ان "الحرية هي الضامن والهدف للتنمية الانسانية وحقوق الانسان". وقال كلوفيس مقصود اثناء المناقشة ان "فقدان التنمية واستمرار التخلف هما اللذان يجعلان الأمة مرشحة للاستباحة من الآخرين"، ووصف التقرير بأنه "نقلة من شأنها فتح حوار عربي - عربي". وسأل صحافيون كلوفيس مقصود عن أسباب ابراز التقرير الجوانب السلبية في العالم العربي، وهل يأتي لوصم العرب بالتخلف والارهاب فأجاب: "بعض التفاصيل غير مكتمل لأن حكومات عربية كثيرة لا تتوافر للأمم المتحدة معلومات عن التنمية لديها وقد يكون هذا لأسباب أمنية أو غيرها". وانتقد "عدم تمكين المرأة في الحياة العامة في الدول العربية"، لكنه نوه ب"الرفاهية والتنمية اللتين تتمتع بهما قطر والامارات والكويت". وكان لرجال الدين دور في النقاش، وسئل مقصود هل يعتبر أن دورهم يشكل عقبة امام الديموقراطية في الدول العربية، فرأى ان "الديموقراطية هي المشاركة الفعلية في صنع القرار وبعض رجال الدين منفتحون متقدمون، فيما آخرون متحجرون". ولفت الى انعكاسات "الفشل في الطاقم السياسي، كما هو حاصل في لبنان اليوم" حيث "الطاقم السياسي يمارس الطائفية ولا يمارس التدين، والطائفية في لبنان أصبحت نوعاً من البزنس لتقاسم الموارد". وأضاف: "المشكلة هي ان المرجع الديني أصبح مرجعاً سياسياً وهذا اعطى رجال الدين اختراقاً في عالم السياسة". ورداً على اسئلة الصحافيين دعا كلوفيس مقصود الى "تلازم بين رفع العقوبات عن العراق وعودة المفتشين".