رام الله الضفة الغربية - أ ف ب - يستعد وفد فلسطيني للتوجه الى واشنطن لاجراء محادثات مع الادارة الاميركية حول قضايا الاصلاح والاوضاع المعيشية المتدهورة من دون احراز اي تقدم في الاتصالات مع اسرائيل عشية الذكرى الثانية للانتفاضة. وأعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الوفد الذي يضم وزير الداخلية اللواء عبدالرزاق اليحيى ووزير الاقتصاد ماهر المصري اضافة اليه سيبدأ محادثاته في واشنطن مطلع الاسبوع المقبل. وهذه الزيارة هي الاولى من نوعها منذ دعوة الرئيس الاميركي جورج بوش الى انتخاب قيادة فلسطينية جديدة ورفض ادارته التعامل مع الرئيس ياسر عرفات. وقال عريقات ان القيادة الفلسطينية قررت في اجتماعها الاحد الماضي برئاسة الرئيس ياسر عرفات ارسال هذا الوفد الذي "سيلتقي وزير الخارجية الاميركي ومستشارة الامن القومي الرئاسية كوندوليزا رايس". وأشار عريقات الى ان "البحث مع المسؤولين الاميركيين سيتركز على مجمل القضايا بما فيها القضايا السياسية والاوضاع الكارثية في الاراضي الفلسطينية بسبب العدوان الاسرائيلي". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اعلن من نيودلهي الاحد انه سيلتقي وفدا فلسطينيا بداية في الرابع من آب اغسطس بعد عودته من جولة في ثماني دول آسيوية. وقال: "سأبحث معهم التغييرات في مجال الامن". وأكد مسؤولون ان الادارة الاميركية مهتمة بالاستماع عن كثب من وزير الداخلية الفلسطيني الجديد الى خططه الخاصة بادخال تغييرات في اجهزة الامن الفلسطينية. وتريد الادارة الاميركية اطلاع الوفد الفلسطيني على محاولاتها في الضغط على اسرائيل لتخفيف الحصار الذي يفرضه الجيش الاسرائيلي على الضفة الغربية وقطاع غزة منذ اندلاع الانتفاضة قبل عامين. وقال أحد المسؤولين ان "مسؤولي الادارة الاميركية فوجئوا بنتائج التقرير الاخير حول الظروف المعيشية للفلسطينيين جراء الحصار وانهم يبذلون جهوداً لدى اسرائيل لتخفيف الحصار". لكن اهتمام الادارة الاميركية ينصب اولا على عملية الاصلاح الاداري والامني التي بدأتها السلطة الفلسطينية أخيراً مع تعيين اللواء اليحيى في منصب وزير الداخلية وسلام فياض في منصب وزير المال. وأكدت مصادر مطلعة ان الادارة الاميركية تفضل ان يقتصر الوفد الفلسطيني على اليحيى وفياض، الوزيرين الجديدين المكلفين ملف الاصلاح الاداري والامني. لكن السلطة الفلسطينية التي تخشى ان تظهر وكأنها توافق على المطلب الاميركي في تغيير عرفات والحد من صلاحياته اختارت ان ترسل عريقات والمصري واليحيى وتبقي على فياض بذريعة انشغاله في الترتييات التي يجريها في وزارة المال منذ تعيينه، استنادا الى ذات المصادر. ورفض مسؤولون فلسطينيون التعليق على هذه القضية في حين رأى فيها مراقبون استجابة للشروط الاميركية بينما اكد مقربون من مكتب الرئاسة في رام الله ان مسألة اعضاء الوفد لم تحسم وان الادارة الاميركية تمارس ضغوطاً لتشكيل وفد يتوافق مع الشروط التي وضعتها للاتصال مع القيادة الفلسطينية. وقال المحلل السياسي علي الجرباوي ل"فرانس برس": "انها استجابة فلسطينة تدريجية للشروط الاميركية". واضاف: "بالنسبة الى الادارة الاميركية فإن السلطة الفلسطينية تختصر في اثنين، وزيري الداخلية والمالية". وتأتي زيارة الوفد الفلسطيني بعد تأجيل زيارة مقررة لفريق من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي. اي. ايه لمتابعة ملف الاصلاحات الامنية وايضا تأجيل زيارة مقررة لمدير المخابرات المصرية اللواء عمر سليمان المكلف التنسيق مع الفلسطينيين في قضية اعادة هيكلة الاجهزة الامنية. وكان اللواء اليحيى قدم لوزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز خلال الاجتماع الاسرائيلي - الفلسطيني الاخير قبل نحو عشرة ايام، خطة امنية تقضي بتولي اجهزة الامن الفلسطينية زمام الامور حال انسحاب الجيش الاسرائيلي من المدن الفلسطينية. وأكدت مصادر رسمية ان لقاء اخر كان يفترض ان يجمع اليحيى ووزير الدفاع الاسرائيلي بنيامن بن اليعيزر للبحث في الخطة لم ير النور بسبب التعقيدات التي فرضتها الغارة الاسرائيلية الاخيرة على حي الدرج في مدينة غزة. ورفض مسؤولون في مكتب اليحيى الاجابة عن اسئلة حول احتمال عقد اللقاء قبل توجه الوفد الفلسطيني الى واشنطن.