أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، خلال اجتماع الحكومة الامنية المصغرة امس، ان الجيش الاسرائيلي ينوي البقاء في المدن الفلسطينية التي احتلها لمدة طويلة. وقال الناطق باسم الحكومة ارييه ميكيل: "انه النجاح. لقد برهنّا ان الارهاب يتوقف عندما نسيطر على هذه المدن". وهددت "كتائب شهداء الأقصى" أي "عميل يجرؤ على منافسة الرئيس ياسر عرفات"، فيما حذر عضو المجلس التشريعي حاتم عبدالقادر مجموعة "تحالف الشمال"، في استعارة لتحالف الشمال الافغاني، من الاستمرار في اتصالاتها مع القنصلية الاميركية في القدس "لايجاد قيادة بديلة لقيادة عرفات". وتشمل قائمة التحالف شخصيات في المجلس وأكاديميين. وهدد عبدالقادر هذه الشخصيات ب"دفع ثمن توجهها غالياً". واصيب 18 فلسطينياً امس في اشتباكات بين أنصار "حماس" والشرطة في غزة. راجع ص4 و5 في غضون ذلك استدعى عرفات زهير مناصرة وعرض عليه رسمياً تولي قيادة جهاز الأمن الوقائي في الضفة، بدلاً من العقيد جبريل الرجوب. وقالت مصادر في السلطة ل"الحياة" ان التغييرات ستشمل جميع قادة الاجهزة الأمنية. وعلمت "الحياة" من مصدر أوروبي في باريس ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول يضغط على الاتحاد الأوروبي لإدراج اسم "حزب الله" على "قائمة الارهاب"، وان بعض الدول أبدى استعداده للتجاوب معه. في غزة تظاهر امس ألوف الفلسطينيين وهم يرددون "مزيداً من العمليات والاحزمة الناسفة"، في مسيرة نظمتها حركة "فتح" احتجاجاً على دعوة الولاياتالمتحدة لتنحية عرفات. وتوعد ناشط من "كتائب شهداء الأقصى" من خلال مكبر للصوت باغتيال من "يزاحم عرفات على القيادة". وجاء في الرسالة التي ترددت عبر مكبرات الصوت في شوارع غزة بينما كان مسلحون يطلقون النار في الهواء "أي عميل يجرؤ على تقديم نفسه كبديل لعرفات سيعدم في الميدان العام". واسفرت صدامات وقعت بين حوالى ثلاثمئة فلسطيني من أنصار حركة "حماس" تظاهروا أمام مقر الاجهزة الأمنية في مدينة رفح، مطالبين بإعدام أحد المتعاونين مع اسرائيل، الى اصابة 18 شخصاً بجروح. وتوجه المتظاهرون الى مقر الاجهزة الأمنية واغلقوا الطرق الرئيسية بإطارات السيارات المشتعلة ورشقوا المقر بالحجارة وقنبلة من صنع يدوي. وأوضحت مصادر فلسطينية في رفح ان التظاهرة نظمت للمطالبة بإعدام شخص سلمته "حماس" الثلثاء الى الاجهزة الأمنية للاشتباه بتعاونه مع اسرائيل وتسببه باغتيال ستة فلسطينيين، بينهم ثلاثة من مسؤولي الحركة خلال غارة نفذتها مروحية اسرائيلية في 26 حزيران يونيو في غزة. وكشف النائب في المجلس التشريعي حاتم عبدالقادر في تصريح الى "الحياة" ان شخصيات فلسطينية وصفها ب"تحالف الشمال" تجري اتصالات مع القنصلية الاميركية في القدس تتمحور حول امكان ايجاد "قيادة بديلة" لقيادة عرفات. وحذر عبدالقادر من ان تفضي هذه الاتصالات الى الالتفاف على القيادة والسلطة مشيراً الى انها تتزامن مع دعوة حوالى عشرين شخصية من "تحالف الشمال" من أجل السفر الى واشنطن لإجراء مشاورات مع مسؤولين في الادارة الاميركية. وتشمل قائمة الشخصيات هذه نواباً في المجلس التشريعي واكاديميين وناشطين سياسيين ورؤساء منظمات أهلية وسياسيين. وقال عبدالقادر وهو عضو اللجنة العليا ل"فتح" ان حركته تحذر هذه الشخصيات "أياً كانت من أنها ستدفع ثمن توجهها غالياً". في باريس علمت "الحياة" من مصدر اوروبي مطلع ان الوزير باول وجه رسالة الى دول الاتحاد الاوروبي منذ اسبوع يحضها على ادراج اسم "حزب الله" على لائحة المنظمات الارهابية. وقال المصدر ان هذه الرسالة لم تكن الاولى من نوعها بل هي الثالثة او الرابعة التي يتلقاها الاتحاد الاوروبي، وأكد ان بعض الدول بدأت تغير موقفها في اتجاه التجاوب مع واشنطن في حين ان عدد الدول التي تعارض هذا التوجه وفي مقدمها فرنسا بدأ ينخفض. واضاف المصدر ان فرنسا تعتبر "حزب الله" ممثلاً في البرلمان اللبناني وانه حركة سياسية وليس له علاقة بشبكات ارهابية تنفّذ اعمالاً في الخارج. ورأى ان الموقف الاميركي الضاغط على اوروبا قد يؤدي في حال استمراره الى عزل باريس داخل الاتحاد. الى ذلك رويترز اعلن باول انه سيجتمع قريباً مع ممثلي اللجنة الرباعية ومع زعماء عرب لاجراء محادثات حول ازمة الشرق الاوسط لكنه لم يحدد موعداً لهذا الاجتماع. وكان مساعد باول، وليام بيرنز بحث امس مع كبار المسؤولين في الخارجية الفرنسية نتائج الاجتماع الذي عقدته "اللجنة الرباعية" في لندن. وكانت باريس اعلنت الاثنين ان "الرباعية" تنوي تشكيل لجنة توكل اليها مسؤولية تحديد الحاجات الاولية للفلسطينيين عندما ينطلقون في اصلاحاتهم في مجالات الامن والقضاء والاقتصاد. ولم ترد باريس بعد رسمياً على فكرة هذه اللجنة ولكن وزير الخارجية دومينيك دو فيلبان اعرب بوضوح عن موافقته على اصلاح السلطة الفلسطينية الذي يعتبره الاتحاد الاوروبي ايضاً "ضرورياً".