أبلغت إسرائيل المبعوث الأميركي الجنرال المتقاعد أنتوني زيني خلال اجتماع أمني مساء أمس في القدس، أن السلطة الفلسطينية "بدأت جدياً بمكافحة الإرهاب". ومن جانبه، طلب زيني من اسرائيل إلتزام وقف هجومها على السلطة الفلسطينية 48 ساعة لتمكين السلطة من معاقبة المجموعات الاسلامية. ويأتي هذا الموقف بعد تصعيد إسرائيلي دفع السلطة الفلسطينية الى التفكير في مقاطعة الاجتماع الأمني الذي دعا اليه زيني مساء أمس. في غضون ذلك، استكمل وزير الخارجية الأميركي كولن باول جولته الأوروبية بزيارة لباريس ولندن، في وقت كشفت مصادر فرنسية مطلعة أن اجتماع الإتحاد الأوروبي في بروكسيل أول من أمس شهد تبايناً شديداً في الرأي بين بعض الوزراء وبين وزيري الخارجية الألماني يوشكا فيشر والبريطاني جاك سترو اللذين عبرا عن مواقف متشددة إزاء السلطة الفلسطينية. وكان الإتحاد الأوروبي أصدر بيانا دعا فيه الرئيس ياسر عرفات الى وقف الإنتفاضة وتفكيك "الشبكات الإرهابية" ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس وحركة "الجهاد الاسلامي"، وهو أمر استنكرته السلطة الفلسطينية، واعتبرته "حماس" دعوة الى "حرب أهلية"، في حين رحبت إسرائيل به، في الوقت الذي واصلت تصعيد حربها ضد الفلسطينيين. وإمعانا في تماهي الموقف الأوروبي مع الموقفين الأميركي والإسرائيلي، وجه مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عقب لقائه شارون، نداء جديدا للرئيس الفلسطيني لبذل مزيد من الجهد ل"مكافحة الارهاب"، واعداً اياه ب"المكافأة" اذا ما نجح في هذه المهمة. وجدد باول عقب لقائه رئيس الوزراء البريطاني توني بلير اعتبار "حماس منظمة ارهابية نندد بنشاطها تماما". وكان تعهد عقب لقائه المستشار الالماني غيرهارد شرودر في برلين أول من أمس "بذل كل ما هو ممكن لوضع حد للعنف والبدء في محادثات تؤدي الى وقف لاطلاق النار يوصلنا الى تطبيق ميتشل التي ستوصلنا ... الى المفاوضات على قاعدة قراري الاممالمتحدة 242 و338". وقالت الناطقة الرسمية باسم الرئاسة الفرنسية كاثرين كولونا ان الرئيس جاك شيراك ابلغ باول بالتناقض التام القائم بين الجهود المطلوبة من عرفات لمكافحة الارهاب وبين استراتيجية اسرائيل الهادفة الى إضعاف السلطة. وكانت مروحيات من نوع "آباتشي" قصفت بالصواريخ ليل الاثنين - الثلثاء مواقع امنية فلسطينية قرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة، في حين استشهد فلسطينيان صباح أمس بالرصاص عند حاجز عسكري قرب طولكرم شمال الضفة. وتوغل الجيش بعد الظهر قرب بلدة القرارة جنوب قطاع غزة، كما اعتقل خمسة فلسطينيين من حركة "فتح" في قريتي الخضر وحوسان قرب بيت لحم في الضفة. كذلك شيع الفلسطينيون في الخليل طفلين قتلا بصواريخ اطلقتها مروحية حربية اسرائيلية خلال محاولة اغتيال فاشلة استهدفت محمد السدر احد الناشطين في "الجهاد" الذي علمت "الحياة" انه موجود رهن الاعتقال لدى جهاز الامن الوقائي الفلسطيني بعد اصابته بجروح متوسطة في عينه. واتهمت السلطة اسرائيل مجدداً بالسعي الى تخريب الجهود الاميركية والدولية الهادفة لتهدئة الوضع، محذرة الحكومة من الاستمرار في "سياستها التدميرية" وانعكاساتها على المنطقة. ووسط تعمق أزمة الرئيس الفلسطيني وتزايد التصعيد الإسرائيلي والضغوط الأميركية عليه، وتدني التعاطف الدولي معه ممثلا بالبيان الاوروبي المتشدد، دعا الرئيس محمد خاتمي مساء أمس الدول المسلمة الى تقديم "دعم أقوى" الى القضية الفلسطينية. وقال في حديث نقله التلفزيون اثناء لقائه ديبلوماسيين عرباً: "يجب على كافة الدول المسلمة قياس مسؤولياتها التاريخية وتوجيه دعم اقوى من السابق الى الفلسطينيين".