بيروت - "الحياة" - اعلنت "جماعة النور" التي تردد انها منشقة عن "عصبة الأنصار" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين مسؤوليتها عن العبوة التي زرعت في مسجد القدس الذي يؤم المصلين فيه الشيخ ماهر حمود، السبت الماضي، وضبطها الجيش اللبناني قبل انفجارها. واتهمت الجماعة الأصولية الشيخ حمود ب"الخيانة" لتسليمه المطلوب بديع حمادة الملقب ب"أبو عبيدة" الى الجيش اللبناني بعد قتله ثلاثة عسكريين ولجوئه الى المخيم والاحتماء بزعيم الجماعة الشيخ عبدالله الشريدي. واعتبرت الجماعة "ان المخيم شهد الأسبوع الماضي مسرحية بائسة هزيلة انتهت بقيام بعض الخونة في عصبة الأنصار وبالتعاون مع من يدعي المشيخة المدعو ماهر حمود بتسليم الأخ بديع وليد حمادة ابو عبيدة الى الجيش اللبناني، وأن الجماعة إذ تعتبر تسليم الأخ حمادة، قبل ان تثبت عليه اي تهمة هو بمثابة الخيانة، وهي وجهت مساء السبت الماضي اول انذاراتها الى المدعو ماهر حمود وسنعرف كيف نقتص من جميع من كانت له علاقة بهذا العمل الشنيع". وأضافت الجماعة في بيان لها: "إننا نرى في الوقت ذاته ان على الجهات الإسلامية الحقيقية على مختلف توجهاتها عمل كل ما في وسعها في اطار التضامن بين الأخوة في الإسلام لإنهاء هذا الموضوع". وحذّرت "الجيش اللبناني وكل من كان له ضلع في الموضوع من انهم سيدفعون غالياً ثمن احتيالهم وخداعهم ودناءتهم". وقلل مصدر في الجيش اللبناني في اتصال مع "الحياة" من اهمية البيان والتحذيرات الواردة فيه، رافضاً التعليق. اما الشيخ حمود فقال ل"الحياة": "ان البيان مختلق، فليس هناك من جهة تدعى "جماعة النور"، هناك "عصبة النور" التي انشقت عن "عصبة الأنصار" وهي مجموعة صغيرة استوعبتها "عصبة الأنصار" حالياً". واعتبر "ان التقنية التي طبع فيها البيان ومضمونه وطريقة توزيعه تجعلنا نجزم ان البيان وهمي وأن هناك جهة تريد تضليل التحقيق، فما نعرفه ان جميع الأطراف في مخيم عين الحلوة كانت مرتاحة لعملية تسليم "أبو عبيدة"، حتى الفئات التي تضايقت من طريقة التسليم وهي بعض الفصائل الفلسطينية التي كانت ترغب بتسليم "أبو عبيدة" لها على ان تسلمه الى السلطات اللبنانية، علماً ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه لم يكن يشترط ذلك، وقد سويت الأمور مع هذه الفصائل التي حضرت اليوم امس وعولج الأمر، ومع ذلك فإن الاستثناء لا يجوز ان يقاس عليه، وإذا كانت ثمة جماعة اسلامية تعترض على شيء فإنها لا يمكن ان تضع متفجرة في مسجد لأنها ستؤذي المصلين وهذا ليس فيه شيء من الإسلام". وعن مصير التحقيق في شأن العبوة، فضّل الشيخ حمود ترك الأمر للقضاء، وعن طلبه الحماية قال: "المحبون كثر". وكان حمود تلقى اتصالات تهنئة بسلامته من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ونواب "حزب الله" والأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله وشخصيات.