اعلن مساعد وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز في ختام زيارته أنقرة ان واشنطن لن تسمح بقيام دولة كردية في شمال العراق، فيما اشارت مصادر تركية الى خلاف في وجهات النظر بين الوزير ومضيفيه حول عملية عسكرية تستهدف ذلك البلد. لكن انقرة ابقت الباب مفتوحاً امام السماح لقوى المعارضة العراقية بالعودة عبر اراضيها من اجل بدء عصيان مدني او انتفاضة شعبية ضد نظام الرئيس صدام حسين ودعم الانتفاضة لوجستياً من خلال القواعد الجوية في تركيا. وفيما تحدى صدام اميركا من دون أن يسميها وخاطب العراقيين قائلاً: "قاتلوا حيثما اكرهتم وسننتصر"، أعلن رئيس الوزراء البريطاني توني بلير بعد ساعات قليلة على الخطاب الذي القاه الرئيس العراقي لمناسبة ذكرى ثورة 17 تموز يوليو ان ليس ضرورياً صدور قرار جديد لمجلس الامن لشن عملية عسكرية ضد العراق، ولو كان مطلوباًَ ان تنفذ وفقاً للقوانين الدولية راجع ص2. وفي حديث الى وكالة "رويترز" حذّر "ابو حمزة المصري" من ان "متعاطفين مع تنظيم القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن سيهاجمون الاميركيين اذا هوجم العراق. قد لا يتمكنون من الوصول الى اهداف عسكرية، فيطالون غيرها". واشار الى ان بعض خلايا "القاعدة" يمكن ان تعاود تنظيم صفوفها بعد ان تلتقط انفاسها، وتوجه ضربات الى المصالح الاميركية اذا حوصرت او نفذت واشنطن خططاً لاطاحة نظام صدام. وتوقع ان تتمكن هذه الخلايا من شن هجمات مماثلة لعمليتي تفجير سفارتي اميركا في كينيا وتنزانيا. وقال "ابو حمزة المصري" ان بن لادن "متعب وليس في حال حسنة". ونفى الأول اي صلة له ب"القاعدة" وزعيم التنظيم. ورداً على سؤال طرحه زعيم الحزب الليبرالي الديموقراطي المعارض تشارلز كينيدي في مجلس العموم البرىطاني، قال بلير ان التحرك في مواجهة العراق يجب ان يتوافق مع القوانين الدولية "لكن هذا لا يعني بالضرورة صدور قرار جديد من الاممالمتحدة ... علينا مواجهة مسألة اسلحة الدمار الشامل في العراق، وهناك طرق مختلفة للاهتمام بها". "جبهة معادية" الى ذلك اختتم وولفوفيتز زيارته الى انقرة امس من دون التوصل الى اتفاق محدد مع المسؤولين الاتراك او الحصول على تعهدات معينة في شأن عملية عسكرية ضد العراق. وقال خلال مؤتمر صحافي قصير عقده قبل مغادرته انه جاء ليستمع الى وجهة النظر التركية وينقلها الى مسؤوليه لتساعدهم في اعداد خطة عسكرية لم يتخذ القرار في شأنها بعد، فيما اشارت مصادر تركية الى خلاف في وجهات النظر بين الجانبين، خصوصاً بعد تأكيد رئيس الوزراء التركي بولند اجاويد رفض بلاده الدخول مباشرة في حرب على العراق او استقبال جنود اميركيين على اراضيها. واعتبر اجاويد ان ذلك قد يخلق عداءً جديداً بين تركيا والدول العربية ويرسخ فرضية التحالف العسكري الاميركي التركي الاسرائيلي وهو ما لا تريده انقرة، اذ سيؤدي الى تشكيل جبهة متطرفة ومعادية في الجانب العربي للمصالح التركية والاميركية. لكن تركيا ابقت الباب مفتوحاً امام السماح لقوى المعارضة العراقية بالعودة عبر اراضيها الى العراق، من اجل بدء عصيان مدني او انتفاضة شعبية ضد نظام صدام، ودعم الانتفاضة لوجستياً من خلال القواعد الجوية في تركيا. واللافت تأكيد وولفوفيتز في شكل قاطع ان واشنطن لن تسمح بقيام دولة كردية في شمال العراق، وكيل المديح لتركيا واعتبارها "نموذجاً للدول الاسلامية"، وتناوله ملف التركمان في اكثر من موضع. وقالت مصادر تركية ل"الحياة" ان التنسيق العسكري بين انقرة وكل من دمشق وطهران سيستمر فيما يخص مستقبل الاكراد.