زار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل امس القاهرةودمشقوعمان في اطار جولة تنسيقية تسبق اجتماعات لجنتي المبادرة والمتابعة في مقر الجامعة العربية في القاهرة غداً لمناقشة الاوضاع في الشرق الاوسط، واجتماع اللجنة الرباعية الموسعة التي سيشارك فيه وزراء الخارجية السعودي والاردني مروان المعشر والمصري احمد ماهر في نيويورك منتصف الشهر الجاري. وأشارت مصادر في القاهرة الى اتفاق وجهتي النظر المصرية والسعودية على "ايجابية" تصريحات الرئيس جورج بوش واتفاقهما ايضاً على تشجيع الرئيس ياسر عرفات على اجراء مزيد من الاصلاحات بجدية وشفافية. بحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع الرئيس حسني مبارك في القاهرة أمس في مستجدات الوضع المتدهور في الاراضي الفلسطينية وسبل تحسينه في ضوء المبادرات والمشاورات الجارية. وقالت مصادر سياسية عربية في القاهرة ل "الحياة" إن الجانبين المصري والسعودي بحثا تنسيق خطواتهما المشتركة قبيل اجتماع نيويورك في 14 و15 تموز يوليو الجاري الذي دعا اليه وزير الخارجية الاميركي كولن باول ويشارك فيه وزراء الخارجية السعودي والمصري احمد ماهر والاردني مروان المعشر. وأوضحت المصادر أن الولاياتالمتحدة ستطلع الوزراء الثلاثة على تطورات الموقف الاميركي والتقدم الذي أحرزته السلطة الفلسطينية في مجال الاصلاحات، فيما يطلعهم باول على نتائج اجتماعات "الرباعية". وأشارت الى أن المحادثات المصرية - السعودية التي جرت في القاهرة أمس رحبت بما وصفه الرئيس جورج بوش ب "تقدم" أحرزته الاصلاحات الفلسطينية، موضحة أن الجانبين استعرضا جهودهما واتصالاتهما خصوصاً نتائج زيارة رئيس الاستخبارات العامة المصرية عمر سليمان الى كل من اسرائيل وأراضي السلطة الفلسطينية، وكذلك تفاصيل الاتصال الهاتفي الذي اجراه بوش مع ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وأشارت المصادر الى اتفاق وجهتي النظر المصرية والسعودية على "ايجابية" تصريحات بوش واتفاقهما ايضاً على تشجيع الرئيس ياسر عرفات على اجراء مزيد من الاصلاحات بجدية وشفافية، مضيفة ان الجانبين اعربا عن ثقتهما بأن هذه الاصلاحات ستؤدي الى تعزيز مكانة القيادة الفلسطينية امام الرأي العام العالمي، كما تقوي المواقف المصرية والسعودية الداعية الى دور اميركي ناشط في الضغط على اسرائيل لوقف اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني. من جهة اخرى، تعقد لجنتا المبادرة والمتابعة والتحرك اجتماعاتهما في مقر الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية غداً، في حين من المقرر ان يصل الى القاهرة اليوم وزير الخارجية اللبناني السيد محمود حمود لترؤس الاجتماعات. وكان المندوبون الدائمون للدول أعضاء لجنتي المبادرة والمتابعة لدى الجامعة عقدوا اجتماعاً امس أسفر عن إعداد جدول أعمال الاجتماعين الذي تضمن 18 بنداً، من بينها مراجعة الدعم المالي لموازنة السلطة الفلسطينية وصندوقي الاقصى والانتفاضة والتبرعات الشعبية ودعم سورية ولبنان والتضامن معهما في سبيل استعادة الجولان ومزارع شبعا، والحالة بين العراق والكويت ونشاط مكتب المقاطعة العربية وملف اسلحة الدمار الشامل لدى اسرائيل وتفعيل الحوار العربي - الأوروبي. رسالة من الأمير عبدالله إلى الأسد وغادر وزير الخارجية السعودي القاهرة متوجهاً إلى دمشق حيث سلم الرئيس بشار الأسد امس رسالة من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبد العزيز تتعلق بالأوضاع في المنطقة. وقالت مصادر رسمية ان الاسد استقبل الامير سعود الفيصل وتسلم منه الرسالة وبحث معه في "المستجدات على الساحة الاقليمية والصيغ والافكار المطروحة دولياً من اجل السلام في الشرق الاوسط". عمان ومن دمشق توجه وزير الخارجية السعودي الى عمان حيث تركزت محادثاته مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس على "التنسيق العربي قبل اجتماع اللجنة الرباعية والتحرك المطلوب لوقف التصعيد الاسرائيلي ضد الفلسطينيين، والعودة الى المفاوضات بين الجانبين" حسب مسؤول اردني اكد ل"الحياة" اهمية "الحضور العربي في اجتماعات اللجنة الرباعية". وقال الأمير سعود الفيصل في تصريح مقتضب لدى وصوله الى مطار عمان المدني ان زيارته "تأتي في اطار التشاور والتنسيق العربي، خصوصاً اننا مقبلون على اجتماعات لجنتي المتابعة والمبادرة العربية واللجنة الرباعية". واعتبر وزير الخارجية الاردني ان الاجتماعين الوزاريين العربيين في القاهرة غداً "يشكلان فرصة للتشاور في شأن مضمون خطاب بوش الاخير، ومحاولة الخروج بموقف عربي موحد تجاهه"، خصوصاً أن "الاجتماعين سيبحثان في سبل تعزيز مبادرة السلام العربية التي هيأت الاجواء الملائمة لخطاب بوش". الى ذلك، اعتبر المعشر في ختام محادثات اجراها في عمان امس مع وزير الحكم المحلي الفلسطيني الدكتور صائب عريقات ان الحضور العربي لجانب من اجتماع الرباعية "مهم للغاية لانه يفسح في المجال امام شرح الافكار العربية المتعلقة بالخطوات التنفيذية المناسبة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية". وقال للصحافيين "إن على اسرائيل ان تقوم بخطوات عملية مقابل الاجراءات الاصلاحية الفلسطينية"، التي اكد الرئيس الاميركي الاثنين الماضي انها "احرزت تقدما". وأكد رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب لدى لقائه عريقات "ضرورة المضي قدماً في خطوات فاعلة لاعادة عملية السلام تمهيدا لتحديد الاطار العام للحل النهائي ضمن جدول زمني محدد يفضي الى اقامة الدولة الفلسطينية". وقال ان "الحديث عن تحرك سياسي مثمر يجب ان ترافقه خطوات عملية على الارض لوقف معاناة الفلسطينيين وضمان عودة الامن بين الفلسطينيين والاسرائيليين". اما عريقات الذي سلم ابو الراغب رسالة من عرفات الى الملك عبدالله، فأشار الى ان الاطراف العربية المشاركة في اجتماعات اللجنة الرباعية "متفقة على برنامج مشترك يقوم على اساس انهاء احتلال اسرائيل للأراضي الفلسطينية وانسحابها حتي حدود الرابع من حزيران يونيو عام 1967 وضمن جدول زمني محدد". وعن لقائه وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز اول من امس، اكد عريقات ان الجانب الفلسطيني طالب اسرائيل ب"تنفيذ ما عليها من التزامات ووقف العدوان والانسحاب من المناطق التي احتلتها وانهاء الاغلاق والحصار ورفع حظر التجول، الى وقف سياسة الاعتقالات والاغتيالات" على ان "يعقد اجتماع موسع بين الجانبين خلال اليومين المقبلين".